تهجّم عدد من المحتسبين مساء أمس على وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وقالوا له: «ما يعرض في وسائل الإعلام في ذمتك»، ثم احتجوا أمامه على الكتب المعروضة والاختلاطغير أن ردّ الوزير عليهم كان مهذباً، إذ اكتفى بالقول: «شكراً، جزاكم الله خيراً». وفي السياق نفسه، هدّد هؤلاء الزميل عبدالله وافيه بكسر يديه، حين حاول التدخل. كما حاولت مجموعة من المحتسبين اقتحام جناح قناة «الثقافية»، واستطاعوا قطع البث الهوائي المباشر، مدعين أن «التصوير حرام». وكان محتسبون اقتحموا مساء أمس معرض الرياض الدولي للكتاب، إذ توزعوا إلى جماعات صغيرة، انتشرت في الممرات وبين الأجنحة المشاركة في المعرض. (راجع صفحة 21) وفيما قامت جماعة بمضايقة النساء، تارة يأمرونهن بأن «يقرن» في بيوتهن، وتارة أخرى يطلبون منهن تغطية الوجه واليدين، طالبت مجموعة أخرى بمنع كتب الأديب الراحل عبدالله القصيمي. وفي دار الانتشار العربي، التي تصدر كتب المفكر الراحل عبدالله القصيمي، قام أحد المحتسبين الشباب برفع كتاب للقصيمي عالياً وصرخ في الزوار ألا يشتروا هذا الكتاب، «لأنه يُفسد العقيدة». وردّد بعض هؤلاء المحتسبين أنهم يقومون ب «عمليات استباقية، لمنع انتشار بعض الكتب الفكرية، التي تدعو إلى إفساد العقيدة والأخلاق». وتعمدت جماعة محتسبة التصادم مع مثقفين وإعلاميين معروفين، مثل الروائي محمد المزيني والإعلامي تركي الدخيل، الذي طلبوا منه «عدم استضافة الليبراليين والإعلاميين الفسقة». وتردد أن هذه الجماعات من المحتسبين فعلوا ذلك لأن إدارة المعرض لم تتجاوب مع الاعتراضات التي قدموها في الدورة الماضية. من جهة أخرى، أكد الناطق الإعلامي ل«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» بالرياض تركي الشليل، في تصريح صحافي أمس عقب الحادثة، أن ما حدث من فوضى، «أحدثها محتسبون لا ينتمون إلى جهاز «الهيئة» نهائياً». في غضون ذلك، رفض عشرات المحتسبين الخروج من معرض الكتاب مطالبين بالافراج عن محتسبين احتجزتهم الشرطة بعد احتكاكهم بالجمهور.