أعلنت الاممالمتحدة أمس، أن اكثر من نصف عدد الأطفال اللاجئين في العالم، أي نحو 3,5 مليون طفل، لم يلتحقوا بالمدارس، مطالبة بتمويل أكبر وأكثر انتظاماً من أجل تعليمهم. وقالت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين في تقرير، إن «حوالى 3,5 مليون طفل لم يحصلوا على يوم واحد» من المدرسة، من أصل 6,4 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين5 و17 عاماً كانوا تحت رعاية المفوضية العام الماضي. وذكر التقرير الذي يحمل عنوان «منسيون: أزمة في تعليم اللاجئين»، أن ذلك الرقم يعكس تحسناً طفيفاً في عدد هؤلاء الأطفال عن العام الماضي الذي سجل 3,7 مليون طفل. وقال مدير المفوضية فيليبو غراندي في التقرير إن «تعليم هؤلاء اللاجئين الشبان أمر أساسي لتحقيق التنمية السلمية والمستدامة في البلدان التي رحبت بهم، وفي أوطانهم متى استطاعوا العودة إليها». وحضّت الوكالة المانحين على زيادة الاستثمار في تعليم اللاجئين والالتزام بتمويل منتظم «من مرحلة الطوارئ وما بعدها». وقال غراندي إن نصف اللاجئين برعاية المفوضية البالغ عددهم 17,2 مليون هم من الأطفال. وأضاف أنه «مقارنةً بغيرهم من الأطفال والفتيان في كل أنحاء العالم، فإن التفاوت في الفرص المتاحة للاجئين في سن الدراسة برعاية المفوضية البالغ عددهم 6,4 ملايين، يزداد بشكل متواصل». وأفاد التقرير بأن 91 في المئة من أطفال العالم يرتادون المدارس الابتدائية، وتنخفض هذه النسبة إلى 61 في المئة بالنسبة للأطفال اللاجئين، مقارنة ب50 في المئة في العام 2015. ونحو 84 في المئة من أطفال العالم يرتادون المدرسة الثانوية، لكن هذه النسبة تتراجع إلى 23 في المئة بين الأطفال اللاجئين. ويعزو التقرير الارتفاع الطفيف في نسبة التعليم «إلى حد بعيد لتدابير اتخذتها دول الجوار لتسجيل المزيد من الأطفال اللاجئين في المدارس، إضافة إلى ارتفاع عدد اللاجئين الذين يتسجلون في المدارس في الدول الأوروبية. لكن ثلث اللاجئين يعيشون في دول منخفضة الدخل حيث فرصة ذهابهم الى المدرسة أقل ب6 مرات عن سواهم من الأطفال في العالم، وفق التقرير، الذي ذكر أيضاً أنه «في الدول المنخفضة الدخل والتي تستضيف 28 في المئة من لاجئي العالم، فإن عدد الذين يحصلون على التعليم الثانوي منخفض بشكل يبعث على القلق، اذ لا يستطيع سوى 9 في المئة من اللاجئين ارتياد المدارس الثانوية». في سياق متصل، أعلنت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة في تقرير نُشر أمس، أن أكثر من ثلاثة أرباع الأطفال والشبان الذين يحاولون الهجرة الى أوروبا عبر البحر المتوسط يتعرضون للتعديات خلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر. وذكرت منظمة «يونيسف» ومنظمة الهجرة الدولية في تقرير استند إلى شهادات «22 ألف مهاجر ولاجئ من بينهم 11 ألف طفل وشاب» أن المهاجرين الشبان القادمين من دول افريقيا جنوب الصحراء معرضون بشكل خاص للإساءات، على الأرجح بسبب التمييز العنصري. وصرحت المديرة الاقليمية لليونيسف في أوروبا أفشان خان في بيان: «الحقيقة المطلقة هي انه بات من الشائع تعرض أطفال يعبرون المتوسط للتعديات والاتجار والضرب والتمييز». وأظهر التقرير أن 77 في المئة من الأطفال والشبان الذين يحاولون عبور المتوسط إلى أوروبا عانوا «تجارب مباشرة من التعديات والاستغلال وممارسات ترقى إلى الاتجار بالبشر». وتابع أن «القادمين من دول افريقيا جنوب الصحراء أكثر عرضة للاستغلال والاتجار من المهاجرين القادمين من مناطق اخرى من العالم». وأضاف أن «العنصرية على الأرجح هي عامل رئيسي وراء هذه الفروقات» الملاحظة عند النظر الى أصول المهاجرين. وأشار التقرير إلى أن «طريق الهجرة عبر المتوسط خطيرة بشكل خاص لأن غالبية المهاجرين يعبرون ليبيا التي تعاني من انعدام الامن وانتشار الميليشيات والجرائم». ولفت إلى أن المهاجرين الشباب يدفعون ما «بين 1000 و5 آلاف دولار، ويصلون إلى اوروبا مدينين، ما يعرضهم لمخاطر جديدة».