حذرت المفوضية الأوروبية امس، من أنها «لن تتردد» في إطلاق إجراءات عقابية ضد الدول التي ترفض استقبال لاجئين من إيطاليا واليونان، داعية في الوقت نفسه إلى تشديد التدابير ضد المهاجرين غير الشرعيين. وفي ما يتعلق بالشق الثاني، دعت المفوضية إلى تسريع عمليات الطرد، مع «توصل سريع» الى اتفاقات إعادة توطين مع نيجيريا وتونس واحتجاز «الأشخاص الذين تم اتخاذ قرار بإعادتهم» في حال وجود «خطر الفرار». وقال النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس إن «من واجبنا أن نكون قادرين على التأكيد بوضوح للمهاجرين وشركائنا في الدول الأخرى ومواطنينا، أنه في حال وجود أشخاص في حاجة إلى المساعدة، سنساعدهم، أما عكس ذلك، فعليهم العودة». أتى ذلك في ظل تقرير عن تعرض آلاف المهاجرين الأفارقة لاعتداءات وسوء معاملة خلال وجودهم في مراكز احتجاز في ليبيا. وحذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) في تقرير جديد لها من أن كثيرين من هؤلاء المهاجرين يتعرضون لأعمال عنف أو اغتصاب أو يتضورون جوعاً. وقال ل «يونيسيف» مراهق في مركز احتجاز: «نُعَامل مثل الدجاج. هذا المكان ليس جيداً وفي غاية الخطورة. اعتادوا ضربنا، اعتادوا جلدنا. لا يقدمون لنا طعاماً جيداً. لا يقدمون لنا ماء نقياً. رجال الشرطة يتحرشون بنا». وتفيد الأممالمتحدة بأن عدد المهاجرين في ليبيا بلغ ربع مليون في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويحتجز معظمهم في مراكز غير صحية ويعانون المرض. ووصفت» يونيسيف» في تقريرها «رحلة مميتة للأطفال: طريق الهجرة وسط البحر الأبيض المتوسط» مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا بأنها ليست أكثر من معسكرات عمل بالسُخرة وسجون موقتة.» وأشار نصف النساء والأطفال الذين أُجريت معهم مقابلات إلى تعرضهم لاعتداءات جنسية أثناء رحلتهم من أفريقيا جنوب الصحراء إلى إيطاليا عبر ليبيا. وقالت أفشان خان المديرة الإقليمية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) والمنسقة الخاصة لأزمة اللاجئين والمهاجرين في أوروبا ان «هناك كثيراً من عمليات التهريب (للبشر) بهدف الاستغلال الجنسي وممارسة اعتداءات. هناك أطفال يُجلبون لعدد من الدول للعمل في الدعارة لاسيما الفتيات الصغيرات، وهذه شبكات لعصابات إجرامية، وبوسعك النظر لزوايا على السواحل أو زوايا الشوارع الآن لترى عدد الفتيات الصغيرات جداً اللواتي يعملن كبنات هوى».