لم تكن الدراما التلفزيونية بمنأى عن التغيرات التي حلّت في مصر بعد ثورة 25 يناير. مسلسلات كثيرة أوقف تصويرها، وأخرى لا يزال مصيرها ضبابياً، فيما أعلن فريق ثالث العودة للاستوديوات مع عودة الاستقرار. المؤلف عبد الرحيم كمال صرح أن مسلسل «بين شوطين» من بطولة نور الشريف، لم يُصوّر منه سوى ثلاثين دقيقة، قبل أن يقف تصويره لأجل غير مسمى عقب الثورة. وأشار كمال إلى أن منتج المسلسل سيحدد خلال الأيام المقبلة ما إذا كان سيستأنف تصويره أم سيلغى نهائياً، بخاصة أن تسويق المسلسلات أصبح أمراً غير مضمون. شركة «عرب سكرين» المنتجة لمسلسل «آدم» قلقة بسبب هبوط أسهم بطل المسلسل تامر حسني نتيجة موقفه من الثورة، ما قد يقلل من الإقبال على شراء العمل، بما أن حسني في نظر شباب الثورة «خائن ولا بد من مقاطعة أعماله». وكان حسني تقاضى مبلغاً كبيراً من الشركة يصل الى ثمانية ملايين جنيه كمقدم عقد، وربما لن يعود هذا المبلغ للشركة لو ألغت التصوير. شركة «كنج توت» منتجة مسلسل «سمارة»، ليست أفضل حالاً. فبطلة المسلسل غادة عبدالرازق التي كانت ترى نفسها الفنانة الأولى في مصر، لم تعد كذلك بعد هجومها على الثورة، ما جعلها في موقف لا تحسد عليه، خصوصاً أن مجاهرتها بدعم الرئيس السابق حسني مبارك، لن يمر من دون تداعيات سلبية على مستقبل مسلسلها الذي اشتراه تلفزيونا «الحياة» و «دبي». أما كاتب السيناريو فايز رشوان فقرر تأجيل تصوير مسلسل «قطار الصعيد» (عن قصة يوسف القعيد، ومن إنتاج جمال العدل، وبطولة جمال سليمان ومحمود عبد المغني وإخراج أحمد صقر)، بالتالي تأجيل عرضه لموسم رمضان بعد المقبل، بسبب توقف تصويره إبان الثورة، وعدم ملاءمة الأحوال الجوية مع طبيعة العمل الذي يدور في الشتاء في مدينة أسوان، وتحديداً خلف السد العالي. ومن المتوقع أن تخفض موازنة المسلسل (21 مليون جنيه) في حال عدم نجاح تسويقه، خصوصاً أن سوق الإعلانات تعيش حالاً من التراجع بسبب الخسائر التي ألمت بالشركات. في المقابل صرحت الفنانة علا غانم أنها اعتذرت عن عدم المشاركة في مسلسل «إحنا الطلبة» بسبب ضعف السيناريو، وأوضحت أن دورها لم يكن مكتوباً بالطريقة التي تضيف الى رصيدها الفني، بخاصة بعد نجاحها في مسلسل «العار». ولكن يتردد في كواليس المسلسل أنها طالبت بإعادة التفكير في الطريقة التي يُعبر بها عن الشباب بدلاً من الشكل المطروح في العمل الذي تنتجه قناة «بانوراما دراما»، ورصدت له موازنة 14 مليون جنيه. وأعلنت الفنانة سميرة أحمد إلغاء مشروع مسلسلها «ماما في البرلمان» لعدم صلاحية طرحه بعد سقوط نظام الرئيس مبارك، وأوضحت أن مضمون المسلسل لم يعد منطقياً، كونها كانت تريد من خلاله أن تفتح النار على مساوئ الانتخابات والفساد في مصر. واعتبرت أن ملفات الفساد التي فتحها الشباب بثورتهم في ميدان التحرير أشمل مما كان سيطرحه المسلسل. كما أجّل المنتج أحمد عبد العزيز صاحب شركة «رايت ماركتينج»، جلسات عمل مسلسلاته الجديدة التي سيدخل بها السباق الرمضاني المقبل، بسبب توتر الأوضاع في مصر، وعدم استقرار الأحوال الفنية، وخوف النجوم من بدء التصوير في ظل هذه الظروف. ويستعد المخرج حسني صالح لبدء تصوير مسلسله الجديد «عواصف الحب» الذي تدور قصته في إطار اجتماعي، مسلطاً الضوء على أحداث ثورة 25 يناير. وتبلغ موازنته 30 مليون جنيه، وهو من تأليف صلاح عتريس، ومن بطولة سمية الخشاب وصابرين ومجدي كامل. وقال الفنان السوري باسم ياخور أنه يستعد للمشاركة في مسلسل مصري يحمل اسم «المرافعة» للمؤلف تامر عبد المنعم، ويتناول قضايا الفساد في الاقتصاد المصري. وأوضح ياخور بأنه سيجسد الشخصية الرئيسة، وهي لرجل أعمال صنع إمبراطورية مالية، وتوغل في الحياة السياسية، غير أن حياته تنقلب رأساً على عقب بعد تورطه في مقتل فنانة شهيرة. ورفض الكاتب يسري الجندي كتابة أي أعمال فنية عن ثورة 25 يناير في هذه الفترة، مؤكداً أن أي عمل فني درامي يخرج حالياً سيكون غير دقيق؛ «لأن الثورة ما زالت في مرحلة الحصاد والأصعب من الثورة هو ما بعد الثورة». وأكد الجندي أنه في مرحلة رصد لما يجري، ولن يكتب عن تلك الثورة إلا بعدما تستقر الأمور، ويمضي عليها فترة كبيرة حتى تتضح الحقائق وتظهر المعلومات الحقيقية بعيداً من الإشاعات والمعلومات غير الموثقة. أما كاتب السيناريو محمد سيد عيد فصرح أنه تعاقد مع الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي على كتابة مسلسل عن مؤسس الاقتصاد المصري الاقتصادي الوطني طلعت حرب، ذلك بعد أن كانت المدينة أسندت كتابة المسلسل إلى كاتب السيناريو محفوظ عبد الرحمن. وقال عيد إنه تعاقد على كتابة المسلسل بعدما تأكد من انسحاب محفوظ منه، ويأتي هذا في إطار اهتمامه بتقديم أعمال درامية عن الشخصيات التي ساهمت في نهضة المجتمع المصري، إذ قدم سابقاً سيرة محرر المرأة قاسم أمين وعلي مبارك والعالم المصري مصطفى مشرفة. وتمنى عيد أن تهتم شركات الإنتاج بالأعمال الدرامية الجادة التي تتحدث عن الشخصيات المصرية التي غيرت المجتمع، ومنهم شهداء ثورة 25 يناير الذين ضحوا بحياتهم من أجل حرية مصر.