بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – تحسبّت السلطات الصينية في بكين وشنغهاي أمس، لمحاولات احتجاج تستلهم نموذج «انتفاضات» الشرق الأوسط، إذ نشرت أعداداً كثيفة من عناصر الشرطة، مستخدمة صفارات حادة وشاحنات تنظيف. أتى ذلك بعدما دعا مجهولون عبر موقع إلكتروني صيني يتخذ الولاياتالمتحدة مقراً له، الى «تجمع ياسمين» سلمي في 13 مدينة، رُفع عددها لاحقاً الى 27، كلّ يوم أحد، تشجيعاً للديموقراطية. وأسفرت دعوة مشابهة للاحتجاج قبل أسبوع، عن استجابة عدد محدود، كما احتُجز عشرات المعارضين وناشطين في حقوق الإنسان. في وانفوجينغ أبرز الشوارع التجارية في بكين قرب ساحة تيان أن مين، انطلقت فجأة أشغال على الرصيف المقابل لمطعم «ماكدونالدز» الذي حدده الداعون المجهولون للتجمع، وانتشر المئات من رجال الشرطة بالزي النظامي ومن دونه، للحفاظ على النظام في الشارع وداخل المطعم الذي كان مكتظاً بالزبائن والصحافيين الأجانب وشرطيين بالزي المدني مجهزين بسماعات وهم يلتقطون صوراً للحاضرين. وشوهد متسوّقون في الشارع، لكن كانت 40 عربة أمن على الأقل على الطرف الجنوبي من الشارع المخصص للمارة فقط. كما سُيّرت شاحنات تنظيف تُستخدم عادة في رشّ مياه، في الشارع المكتظ، إذ رشّت مياهاً وأبقت المارة على الأطراف. وتعاملت الشرطة بفظاظة مع صحافيين رغبوا في تصوير الشارع والمطعم، ومنعتهم من العمل، كما نقلت ما لا يقل عن 10 منهم، بينهم فرنسيون وأميركيون وإسبان وألمان، الى مركز شرطة وانفوجينغ. واعتُمد الأسلوب ذاته في شارع هانكو قرب ساحة الشعب، المكان المحدد للتجمع، كما استخدم شرطيون بلباس رسمي، صفارات حادة وصرخوا في المارة كي لا يتوقفوا، لكن حوالى مئتي شخص تحدوا ذلك. وانتشرت الشرطة بكثافة، موقفة عدة أشخاص، أحدهم كان يلتقط صوراً، واقتيدوا في حافلات صغيرة. تزامنت إجراءات الشرطة مع تأكيد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أن «تنميتنا الاقتصادية تستهدف تلبية حاجات الشعب المتزايدة على الصعيدين المادي والثقافي، كي تكون حياتهم دائماً أفضل». وأقر بأن «ارتفاع الأسعار طاول حياة الناس وحتى الاستقرار الاجتماعي».