نفذت سيول مناورات بالذخيرة الحيّة شملت اطلاق صواريخ باليستية، رداً على اجراء بيونغيانغ تجربة نووية سادسة شملت تفجير قنبلة هيدروجينية مصغرة يمكن استخدامها رأساً حربية لصاروخ باليستي عابر للقارات، والتي قدّر مسؤولون في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قوتها بخمسين كيلوطناً، اي اقوى بخمس مرات من الاختبار النووي الذي اجرته كوريا الشمالية في ايلول (سبتمبر) 2016، وبثلاث مرات من القنبلة الأميركية التي دمرت هيروشيما عام 1945. ونشرت السلطات الكورية الجنوبية صوراً لصواريخ باليستية قصيرة المدى من نوع «هيونمو» تطلق في السماء من موقع على الساحل الشرقي للبلاد، وكذلك تسجيل فيديو أظهر إطلاق طائرات «اف 15 كي» كورية جنوبية صوارخ جو- أرض. واوضح الجيش ان المناورات «تحاكي هجوماً على موقع بونغيي ري للتجارب النووية في كوريا الشمالية، ما يشكل تحذيراً قوياً لها»، مشيراً الى ان الصواريخ اصابت اهدافها في البحر الشرقي، الاسم الذي تطلقه كوريا الجنوبية على بحر اليابان. وكان لافتاً، مطالبة صحيفة كورية جنوبية الحكومة بحيازة قنبلة نووية. وكتبت صحيفة «دونغا ايلبو»: «بينما يجري التلويح بأسلحة نووية فوق رؤوسنا، لم نعد نستطيع الاعتماد على اتفاق مظلة الردع النووية الأميركية الذي بات قديماً، ولا سبب للتمسك به لأن المرحلة مختلفة. لذا يجب الا تتردد سيول في السماح بعودة الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية والبدء في تطوير اسلحتها الخاصة». وسبق ان خزّن الجيش الأميركي اسلحة نووية في كوريا الجنوبية بعد الحرب الكورية (1950- 1953). لكنه سحبها عام 1991 اثر تأكيد الشمال والجنوب معاً عزمهما على العمل لجعل شبه الجزيرة منطقة خالية من السلاح النووي. وبعدما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من ان واشنطن لن تتوانى عن استخدام كل امكاناتها «الديبلوماسية والتقليدية وحتى النووية» إذا واصل نظام كيم جونغ اون تهديداته لواشنطن او حلفائها، وهو ما وعد وزير الدفاع جيمس ماتيس بمواجهته ب «رد عسكري شامل وفاعل وساحق»، اعلنت سيول أنها ستنشر موقتاً أربع منصات إطلاق صواريخ من نظام «ثاد» للدفاع الصاروخي الأميركي بعد استكمال تقويم بيئي تجريه الحكومة. واوضحت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان أعمال بناء ستنفذ لنشر منصات الإطلاق الأربع في موقع سيونغجو جنوبسيول، علماً ان منصتي إطلاق توجدان في هذا الموقع الذي كان ملعباً للغولف. ولم تحدد الوزارة موعد نقل منصات الإطلاق للموقع، علماً ان الصين تعارض بقوة نظام «ثاد» بحجة انه يقوض أمنها بسبب راداره القوي. الى ذلك، اجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بعد التجربة الكورية الشمالية. ثم ابلغ آبي نواب الائتلاف الحاكم بأن طوكيو ستبذل قصارى جهدها بالتعاون مع واشنطن للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ التي تطلقها كوريا الشمالية، وزيادة قدراتها الدفاعية الصاروخية. وأعلنت الصين انها قدمت احتجاجاً رسمياً على التجربة لدى الشخص المكلف شؤون سفارة كوريا الشمالية في بكين. وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها غينغ شوانغ: «نعارض التجربة، ونحن ملتزمون نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية. هذا الموقف معروف ومعلوم لدى كوريا الشمالية». اما إدارة السلامة النووية في الصين فأكدت عدم رصد مواد مشعة على طول حدودها مع كوريا الشمالية. في سويسرا، صرحت الرئيسة دوريس ليوتار بأن بلادها المحايدة «مستعدة للتوسط في حل الأزمة الكورية الشمالية، واستضافة محادثات وزارية في شأنها». وأضافت: «نتمتع بتاريخ طويل من الديبلوماسية المحايدة، لكن يجب أن تتحمل الصين والولايات المتحدة نصيبهما من المسؤولية». وفي ألمانيا، اعلن الناطق باسم الحكومة شتيفن زايبرت ان بلاده وفرنسا ستطلبان الاتحاد الأوروبي بالتشاور في شأن إمكان فرض عقوبات أشد على كوريا الشمالية بعد أحدث تجاربها النووية. وتابع: «القيادة في كوريا الشمالية ورئيسها كيم مسؤولان عن هذا الاستفزاز، وسنستدعي سفير بيونغيانغ مجدداً إلى وزارة الخارجية». واكد ان برلين تؤيد حلاً «ديبلوماسياً وسلمياً» للأزمة يتطلب رداً منسقاً من العالم أجمع وليس فقط العالم الغربي، بل أيضاً من روسياوالصين».