أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن إطلاق بلاده للمرة الثانية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، أظهر أن الولاياتالمتحدة «باتت في مرمى» الدولة الستالينية. ونفذت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية مناورات بذخيرة حية، وناقشتا «خيارات لردّ عسكري» على بيونغيانغ. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن كيم الثالث أشرف على إطلاق الصاروخ «بنجاح»، مشيرة الى أنه نسخة محدثة من صاروخ «هواسونغ-14» الباليستي العابر للقارات، وقطع 998 كيلومتراً في 47 دقيقة و12 ثانية، وبلغ ارتفاعه 3724.9 متر، قبل أن يسقط في بحر اليابان قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية. وبثّ التلفزيون الكوري الشمالي صوراً لعملية إطلاق الصاروخ، مخلفاً كتلة من لهب في الظلام، فيما هلّل كيم مع مساعديه العسكريين. وأفادت الوكالة بأن عملية الإطلاق أظهرت انفصالاً مرحلياً ناجحاً ودقة تحكّم وتوجيه الصاروخ للسماح للرأس الحربي بالدخول مجدداً في الغلاف الجوي، في ظروف أصعب ممّا لو كان صاروخاً عادياً بعيد المدى. ونقلت عن كيم إن الاختبار يشكّل «تحذيراً شديداً» لواشنطن، إذ «أكد مجدداً إمكان الاعتماد على نظام الصاروخ الباليستي العابر للقارات، وأظهر قدرة على القيام بإطلاق مفاجئ لصاروخ باليستي عابر للقارات، في أي منطقة وفي أي مكان وفي أي وقت، وأثبت أن الأراضي الأميركية بكاملها باتت في مرمى صواريخ كوريا الشمالية». ولفت خبراء غربيون الى أن عملية الإطلاق حقّقت تحسناً، مقارنة مع أول اختبار لصاروخ كوري شمالي باليستي عابر للقارات، تزامن مع العيد الوطني الأميركي في 4 الشهر الجاري. وأعلن «اتحاد العلماء المعنيين» الأميركي أن حساباته أظهرت أن الصاروخ يطاول مدى بعيداً داخل الولاياتالمتحدة يصل إلى دنفر وشيكاغو ولوس أنجليس. وقال عضو الاتحاد ديفيد رايت إنه إذا حلّق الصاروخ في مسار تقليدي، فسيبلغ مداه 10400 كيلومتر. وقدّر مايكل إليمان من «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» أن مدى الصاروخ لا يقل عن 9500 كيلومتر، وزاد: «إذا استمر هذا التوجه فقد تصنع (بيونغيانغ) صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يمكن الاعتماد عليه في شكل مقبول قبل نهاية العام». وبعد ساعات على الاختبار الكوري الشمالي، نفذت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية مناورة عسكرية، استُخدمت فيها صواريخ تكتيكية أميركية أرض-أرض وصواريخ باليستية كورية جنوبية من طراز «هيونمو-2». أتى ذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية أن قائدَي الجيشين الأميركي والكوري الجنوبي ناقشا «خيارات ردّ عسكري» على كوريا الشمالية. وأعلنت سيول أيضاً أنها ستمضي في نشر أربع وحدات إضافية من نظام «ثاد» الدفاعي الأميركي المضاد للصواريخ، مشيرة الى انها أبلغت بكين بذلك، علماً أن الأخيرة كانت اعترضت على نشر هذا النظام، معتبرة أنه يزعزع استقرار التوازن الأمني الإقليمي. وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونغ يونغ مو إن بلاده تُعدّ «إجراءات مستقلة لكبح» تهديد بيونغيانغ «في أقرب وقت»، مشيراً الى أن الجيش الأميركي سينشر أيضاً «تجهيزات استراتيجية» في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها. وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من عمل «متهور وخطر»، معتبراً أن أسلحة كوريا الشمالية وتجاربها «تفاقم عزلتها وتضعف اقتصادها وتحرم شعبها»، مؤكداً أن «الولاياتالمتحدة ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمن الوطن الأميركي وحماية حلفائنا في المنطقة». واعتبر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن «الصين وروسيا تتحملان مسؤولية فريدة وخاصة، حيال تصاعد الخطر على الأمن الإقليمي والعالمي». ونددت بكين بإطلاق الصاروخ، مبدية «معارضتها انتهاكات كوريا الشمالية قرارات مجلس الأمن ورغبات المجتمع الدولي». واستدركت داعية إلى أن «يتوخى جميع الأطراف المعنيين الحذر ويتجنبوا تصعيد التوتر» في شبه الجزيرة الكورية.