انضمت مقاتلتان أميركيتان من طراز «بي 1 بي لانسر» أسرع من الصوت الى مقاتلات كورية جنوبية من طراز «أف 15» وأخرى يابانية اجرت تدريبات على عمليات قصف في شبه الجزيرة الكورية، في استعراض «دفاعي» للقوة بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستياً عابراً للقارات الثلثاء الماضي، والذي يعتقد خبراء بأن مداه قد يصل إلى ألاسكا وهاواي. وكانت القوات الكورية الجنوبية والأميركية اجرت تدريباً مدفعياً وصاروخياً مشتركاً غداة إطلاق الشمال الصاروخ الباليستي العابر للقارات. وافادت قيادة القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ بأن «المقاتلتين انطلقتا من قاعدة أندرسن الجوية في جزيرة غوام، ونفذتا مهمة ثنائية تسلسلية لمدة 10 ساعات مع مقاتلات كورية جنوبية ويابانية، شملت محاكاة تدمير راجمة صواريخ باليتسية ومنشآت معادية تحت الأرض في إقليم كوانغون. واكد المسؤولون العسكريون الأميركيون «وحدة الدول الثلاث المتحالفة»، مشددين على ان المناورات تظهر «التزام اميركا القوي تجاه حلفائها». وقال الجنرال تيرنس أوشنسي، قائد القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ: «نحن مدربون ومجهزون ومستعدون لإطلاق العنان للقدرات الفتاكة لقواتنا الجوية المتحالفة». وصرح الجنرال توماس بيرغرسين، نائب قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، بأن «المقاتلتين ومقاتلات كوريا الجنوبية تمثل خيارين من وسائل عسكرية مدمرة عدة، وهذه المهمة تظهر بوضوح أن التحالف بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية مستعد لاستخدام كل قدرات الدفاع عن أمن شبه الجزيرة الكورية والمنطقة». وكان مسؤولان أميركيان أعلنا ان الولاياتالمتحدة ستختبر خلال ايام، في اجراء مخطط مسبقاً، نظام «ثاد» للدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية المتوسطة المدى. وسيكون هذا الاختبار الأول لنظام ثاد للتصدي لهجوم افتراضي بصاروخ باليستي متوسط المدى انطلاقاً من الاسكا، علماً ان منصات لإطلاق «ثاد» تنتشر في غوام ايضاً للمساعدة في الحماية من هجوم صاروخي تشنه كوريا الشمالية. الى ذلك سلمت الولاياتالمتحدةالصين مسودة قرار رفعتها الى مجلس الأمن للمطالبة بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بسبب تجربتها الصاروخية الأخيرة، علماً ان البلدين يتفاوضان عادة على أي عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، قبل بحثها مع بقية أعضاء المجلس. واعلن ديبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة ستطلع بريطانيا وفرنسا على المسودة، بينما ستتشاور الصين في شأنها مع روسيا، علماً ان واشنطن اتفقت مع طوكيو وسيول على محاولة إصدار مجلس الأمن قراراً في شأن التجربة الأخيرة لبيونغيانغ. لكن ديبلوماسياً بارزاً في مجلس الأمن طلب عدم نشر اسمه شكك في طرح مسودة القرار للتصويت سريعاً، وقال: «أنا واثق بأن النقاشات ستستغرق أسابيع وليس أسبوعاً واحداً، ولكنها لن تتجاوز ثلاثة أشهر». وفرض مجلس الأمن عقوبات على كوريا الشمالية عام 2006 بسبب نشاطاتها النووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية، فيما صرحت نيكي هايلي، السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة، الأربعاء ان بين الخيارات المتاحة تقييد وصول النفط إلى الجيش الكوري الشمالي وبرامج الأسلحة، وتشديد القيود الجوية والبحرية وفرض عقوبات على مسؤولين بارزين. وبعد لقائه نظيره الأميركي جيمس ماتيس في البنتاغون الجمعة، صرح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بأن لجوء الولاياتالمتحدة الى خيار عسكري ضد كوريا الشمالية» احتمال بعيد جداً». واضاف رداً على سؤال عن امكان مساعدة دول الحلف الأطلسي (ناتو) الولاياتالمتحدة في ردع كوريا الشمالية: « لن تفعل الولاياتالمتحدة ذلك بمفردها لأن التهديد يطاول كل الأسرة الدولية، لكننا بعيدون جداً عن البحث في خيارات عسكرية». ودعا الوزير البريطاني الى تعزيز العقوبات المفروضة على بيونغيانغ، علماً ان ماتيس كان صرح الخميس بأن المبادرات في مواجهة كوريا الشمالية تتطلب خصوصاً تكثيف الضغوط الاقتصادية والديبلوماسية، وقال: «لا تقربنا تجربة صاروخ عابر للقارات من حرب لأن الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية ريكس تيلرسون كانا واضحين جداً في تأكيدهما أن الادارة تتمسك قبل كل شيء ببذل جهود ديبلوماسية واقتصادية في التعامل مع الأزمة الكورية».