في اليوم الاول من زيارته الى الجليل، وبعد الصلاة في كنيسة كفربرعم المهجّرة ولقاء اهلها في الأرض التي ترفض اسرائيل إعادتها اليهم، يتوجه البطريرك الماروني بشارة الراعي، الى الطابغة في طبريا، ثم يلتقي لبنانيين في صلاة في كفرناحوم، مزار المسيحيين. ويترقب اللبنانيون في اسرائيل زيارة الراعي آملين في ان تعيد فتح ملفاتهم، وتقرب عودتهم الى لبنان. وفي حديث إلى "الحياة"، أفاد رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدسة للموارنة المطران موسى الحاج، بأن 650 عائلة لبنانية، تَعُدّ نحو 3 الاف نسمة، تواجه صعوبات معيشية في إسرائيل، ورأى أن "على الحكومة اللبنانية ايجاد حل لهم، لأن بقاءهم في اسرائيل يشكل خطراً على هويتهم وانتمائهم الديني والكنسي ايضا". وذكر الحاج ان البطريرك الراعي سيستمع من هؤلاء الى مشكلاتهم، مع مواصلة مساعيه لحض الحكومة اللبنانية على ايجاد حل لهم، خصوصا مع ازدياد تعقيد أوضاعهم. وقال إن 14 عاماً على تركهم لبنان "مدة طويلة، وهناك حاجة ماسة لاتخاذ خطوات لإيجاد حلول لهم، سواء بالعودة الى لبنان أو بالسفر الى دول أخرى". واضاف: "منذ مطلع الثمانينات (القرن الماضي) وأنا ارافق هذه العائلات في جنوبلبنان. اعرفهم جيداً ولا يمكن زجهم جميعا تحت تسمية المجرمين. كثيرون منهم غير مجرمين ويدفعون ثمناً غالياً، ما يجعلنا نسعى الى عقد لقاءات مستمرة لطرح قضيتهم امام البطريرك الراعي، ومن ثم امام السياسيين اللبنانيين، على امل ايجاد حلول سريعة لهم". وتبدأ زيارة الراعي الى الجليل الاربعاء في 28 الجاري، بعد ثلاثة أيام يمضيها في القدس وبيت لحم وبيت ساحور. وفي الجليل، يصل صباحاً الى قرية كفربرعم المهجّرة للصلاة في كنيستها، الشاهد الوحيد المتبقي على معالم القرية العربية بعدما هدمتها سلطات الاحتلال الاسرائيلية منذ منذ 1948. ثم ينتقل الى طبريا لزيارة دير التطويبات وكنيسة مجدلة، ويتوجه الى كفرناحوم للصلاة مع لبنانيين، المحطة الاخيرة له في طبريا التي لم يتبق من معالمها الفلسطينية سوى الاماكن المقدسة التي سُمح بترميمها. وفي اليومين الاخيرين، يزور الراعي حيفا والناصرة والجش، ويلتقي أبناء الرعية المارونية، وستكون له لقاءات خاصة مع الشباب المسيحي. يشار إلى أن كفرناحوم مدينة ساحلية قديمة اشتهرت بصيد الأسماك، وعُرفت أيضاً باسم "مدينة المسيح"، فقد أقام فيها بعدما غادر الناصرة.