تجاوزت متطوعات سعوديات في حج هذا العام، الثقافة المعتادة للتطوع في المجتمع، وحدود الاجتهادات الفردية والمجموعات الصغيرة وارتقاؤه إلى العمل المؤسسي الرسمي المنظم، وأصبح الشبان والفتيات يبحثون عن مجالات تطوعية يستطيعون من خلالها المشاركة في خدمة حجاج بيت الله الحرام في جوانب إنسانية متعددة، إذ تجاوز عدد طلبات الالتحاق بالبرنامج الصحي التطوعي ألفي طلب تم قبول 500 منها، وتم توزيعهم على مشعر منى، إضافة إلى مشاركتهم في يوم عرفة وخلال وجود الحجيج في مشعر مزدلفة. وعبر عدد من الفتيات في جسر الجمرات عن سعادتهن وهن يقدمن الخدمات العلاجية والإسعافية والإنسانية لضيوف الحرمين من الحجاج، واصفات أنفسهن بالجنديات الميدانيات، وأكدت الشابة روينة عزيز الرحمن «إحدى منسوبات جامعة أم القرى تخصص طب وجراحة»، أنها تشارك في البرنامج للعام الثالث على التوالي، مؤكدة أن البرنامج يتم تطويره من عام إلى آخر، مشيرة إلى ما تجده الفتيات السعوديات من دعم ومساندة من القطاعات المساهمة والمشاركة في هذا البرنامج، وهي الدفاع المدني، ووزارة الصحة، ووزارة التعليم، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وجمعية درهم وقاية، إذ يتم تدريبهن وإعدادهن للعمل منذ وقت مبكر قبل بدء موسم الحج وقدوم الحجيج للمشاعر من خلال مدينة الملك عبدالله الطبية. وأضافت روينة: «أبرز الحالات التي يتعاملن معها الإجهاد الحراري، وإسعاف مرضى السكر، والحالات الطارئة في مواقع كثافة الحجاج»، وقالت: «يضم البرنامج فريقاً تطوعياً من الجنسين يبلغ عددهم هذا العام 150 فتاة و350 شاباً من طلاب وطالبات الجامعات، تتنوع تخصصاتهم مثل المختبرات والصيدلة والتثقيف الصحي وغيرها، قدموا من 14 مدينة سعودية للمشاركة في خدمة الحجاج»، مؤكدة أن هذا العدد الذي قدم للتطوع من دون مقابل مؤشر للوعي وحب أبناء الوطن للعمل التطوعي، إذ ارتفع العدد من 20 متطوعاً بداية انطلاق البرنامج قبل نحو 11 عاماً ليصل إلى 500 هذا العام، على رغم تجاوز عدد الراغبين في الالتحاق بالبرنامج ألفي شاب وفتاة. فيما كشفت طالبة التمريض مسؤولة الأبحاث والتثقيف دعاء صبري، عن استقبال فرقة واحدة فقط من فرق البرنامج أول أيام عيد الأضحى المبارك 300 حالة متنوعة بين الإجهاد الحراري والسكري والإعياء وغيرها، قدم لهم خلالها الفريق الخدمة الطبية والإسعافية اللازمة في الموقع من دون الحاجة إلى انتقالهم للمستشفيات، مؤكدة دعم مسؤولي البرنامج لهم وتوفير كل ما يحتجن إليه من مواد طبية وإسعافية بشكل مستمر. واستشهدت دعاء بثناء أحد الحجاج الكويتيين مصاب بالسكر، والذي قدمت له الخدمة العلاجية في قدمه، إذ أعرب عن فخره واستغرابه وجود فتيات سعوديات يمارسن العمل الميداني التطوعي على خلاف ما كان يعتقد من عدم إعطاء الفرصة لهن بالعمل في بعض المجالات. وقالت دعاء: «المشاركة في البرنامج هي الأولى، ولن تكون الأخيرة، خصوصاً وأنها عمل إنساني يخدم ضيوف أقدس البقاع»، مضيفة: «تم تقسيم المتطوعات إلى 3 فرق، يضم كل فريق 50 فتاة، يعملن بنظام الورديات بواقع 8 ساعات يومياً».