استبقت شركات التطوير العقاري في منطقة الخليج انطلاق «معرض سيتي سكيب غلوبال»- دبي في 11 أيلول (سبتمبر) المقبل، بإطلاق خطط ترويج مبتكرة وعروض مغرية، واتباع أنماط جديدة تعتمد على خطط مرنة للتمويل، بهدف إنعاش الاستثمار العقاري في الوحدات الجديدة، في ظل التحديات التي يواجهها القطاع، منها دخول لاعبين جدد وارتفاع المنافسة، في حين باتت المنطقة تعتمد عليه في تنويع مصادر دخلها بعد تراجع أسعار النفط. ولاحظ خبراء أن القطاع العقاري في منطقة الخليج يواجه متغيرات جديدة، بعضها إيجابي ومنها ما هو سلبي، على رغم بعض التحديات، من ضمنها تراجع أسعار الإيجارات الذي يُتوقع أن ينعكس إيجاباً على وتيرة الشراء والتملك. وأكدوا أن الدورة الحالية من «معرض سيتي سكيب» تنطلق في وقت بات القطاع العقاري في منطقة الخليج من أكثر القطاعات حيوية بعد تراجع أسعار النفط، إذ يبلغ متوسط النمو السنوي للقطاع نحو 10 في المئة، ويدر عائداً سنوياً للمستثمرين ما بين 7 و12 في المئة، وتختلف هذه النسبة من دولة إلى أخرى. وتتربع دولة الإمارات على رأس دول المنطقة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع، إذ نمت في دبي 34 في المئة، أي 23 بليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالي. وتعد الإمارات والسعودية من أكثر الأسواق العقارية تطوراً في المنطقة، مدعومة بعوامل عدة، أبرزها تسارع النمو السكاني، وتزايد الاستثمارات الأجنبية والاستقرار السياسي والاقتصادي، إضافة إلى ارتفاع العائد على الاستثمار، واستقبال عدد من المناسبات الكبرى مثل «اكسبو 2020». وأشارت تقارير محلية ودولة إلى أن السوق العقارية في السعودية تشهد نشاطاً ملحوظاً في العرض والطلب، على رغم التراجع الذي شهدته منذ مطلع السنة، وأنهت الشهر الجاري بانخفاض سنوي في إجمالي قيمة صفقاتها بلغ 40.2 في المئة عند أقل من 14.8 بليون ريال (4 بلايين دولار)، مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي، وبنحو 24.7 بليون ريال خلال آب (أغسطس) 2015. واستبقت بعض شركات التطوير العقاري في منطقة الخليج معرض «سيتي سكيب»، لتوظيف التكنولوجيا للترويج لعقاراتها، من خلال استخدام التصوير الثلاثي الأبعاد لمنتجاتها، بهدف إطلاع زبائنها على تفاصيل الوحدات في شكل كامل ودقيق من دون الحاجة إلى زيارة الموقع. وقدمت شركات أخرى، مثل «إعمار العقارية»، عروضاً مغرية تشمل العقارات السكنية التي طرحتها في 3 مشاريع قيد الإنشاء، وهي «وسط مدينة دبي» الذي تطوره الشركة منفردة، ومشروع «خور دبي» الذي تطوره بالشراكة مع «دبي القابضة»، ومشروع «دبي هيلز» الذي تطوره بالشراكة مع «مراس القابضة». وأشارت مصادر إلى أن «إعمار» طرحت جدول تسديد دفعات يقوم على دفعة أولى عند الحجز نسبتها 10 في المئة من قيمة العقار، بينما يكون موعد الدفعة الثانية ونسبتها 10 في المئة أيضاً بعد سنة من تسديد الدفعة الأولى، بينما تتم الدفعة الثالثة ونسبتها 20 في المئة عند استلام العقار، والدفعة الأخيرة ونسبتها 60 في المئة تسدد على دفعات خلال 4 سنوات بعد استلام العقار. وهذه المرة الأولى التي تشهد السوق العقارية جدول سداد للدفعات بهذه المرونة التي تعكس حجم التنافس بين المطورين، وارتفاع عدد الجنسيات المستثمرة إلى 217، مقارنة ب180 جنسية عام 2016. وأعلنت دائرة الأراضي والأملاك أن عدد المشاريع العقارية التي دشّنت منذ مطلع عام 2016 وخلال النصف الأول من العام الحالي بلغ 88 مشروعاً، نحو 68 منها بقيمة 21 بليون درهم، خلال النصف الأول من العام الحالي. وتوقع المنظمون أن تقدم الشركات في «معرض سيتي سكيب» عروضاً غير مسبوقة في دبي، إذ من المقرر أن تقدم «إعمار» عروضاً للراغبين بشراء فلل وشقق قيد الإنشاء. وأعلن المعرض أن زوّار الدورة ال16، المهتمين بالاستثمار في دولة الإمارات، سيتمكنون للمرة الأولى في تاريخ انعقاده، من إتمام عمليات الشراء داخل المعرض، كما سيسمح لشركات التطوير العقاري التي تنفذ مشاريع في الإمارات إتمام عمليات البيع مباشرة من على منصاتها في المعرض. واعتبر مدير المعرض توم رودس هذه الخطوة «فرصة لشركات التطوير العقاري، لزيادة عائداتها الاستثمارية في مكان انعقاد الفعالية، وللزوّار لتحقيق الاستفادة من خيارات الأسعار الجذابة واتخاذ قرارات شراء مدروسة». وتوقع أن يجذب المعرض مزيداً من الزوّار الذين يتطلعون إلى اغتنام الفرص، ما يؤدي إلى زيادة عائد الاستثمار لشركات التطوير العقاري.