تمثل «حلوى العيد» أحد أهم مظاهر الفرحة بالأعياد في المجتمعات العربية والإسلامية، كما تشكل السمة الأبرز لطقوس الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة، إذ تحرص الأسر على تقديم أجود وأفخر أنواع الحلويات في أيام الأعياد السعيدة احتفالاً وإكراماً للمهنئين بهذه المناسبة، وتتصدر حلوى العيد بمنتجاتها وأنواعها المتعددة قائمة متطلبات الأعياد السنوية، كما تحرص أيضاً المحال التجارية على تقديم عروض «مغرية» وأنواع «متجددة» في مواسم الأعياد، وأفخر أنواع تلك الحلويات في زيارات أيام العيد السعيد. وعلى رغم كون تعدد أصناف الحلويات في العيد ظاهرة اجتماعية شائعة، اعتاد عليها الكبار قبل الصغار، إلا أن هذه العادة رافقتها عادات صحية سيئة، تمثلت بالإفراط في تناول هذه الحلوى، ما أدى إلا تحذير المختصين من ذلك، فيما أوصى مختص في طب العائلة ب«الاعتدال» في تناول تلك الحلويات تجنباً للمشكلات الصحية التي تنتج من الإفراط في تناولها، وقال اختصاصي طب العائلة الدكتور أحمد عبدالملك ل«الحياة» العيد من المناسبات الدينية والاجتماعية السعيدة علينا كأمة إسلامية، ومن مظاهر السعادة في هذه الأعياد، تناول نوع من السعادة «الغذائية» على هيئة حلويات في مختلف الأصناف والأنواع، وأضاف: «مشكلة حلوى العيد تحولت من مشكلة صحية إلى مشكلة اجتماعية، فعند كل زيارة وتحت ضغوط الضيافة والكرم العربي يضطر الشخص إلى تناول عدد قطع من الحلوى المقدمة». وتابع: «يمكن للشخص حفاظاً على صحته وللابتعاد عن المواقف المحرجة، استبدال الحلوى بالماء أو القهوة أو كوب من العصير أو قطعة من الفاكهة». وأضاف عبدالملك: «كأطباء ومختصين بالصحة لا نشجع على الحرمان والحياة الصحية اعتدال وليست حرماناً، ولكن أكثر الحلويات المعتادة في هذه المناسبات تعتبر عالية السعرات الحرارية، إضافة إلى أنها تحتوى على كميات كبيرة من السكر والمواد الحافظة، إضافة إلى الألوان الاصطناعية والمواد الضارة»، مؤكد أن النقطة الأهم في هذه العادة هي «الاعتدال»، إذ إن القطعة أو القطعتين من تلك الحلويات تكفي الشخص للتعبير عن فرحته بالعيد. وأوضح: «هناك حلويات يتم صنعها في المنزل، وكثير من ربات المنازل يفضلون إعداد حلوى العيد بأنفسهم، كما يمكن صناعة حلوى صحية باستخدام دقيق البر والأسمر، كونه يحتوي على الكثير من الألياف التي تعطي الإحساس بالشبع أكثر من الحلويات المصنوعة من الطحين الأبيض»، وتابع: «ننصح باستخدام المواد الطبيعية كالعسل بدل السكر والفاكهة الطازجة والألوان الطبيعية بدلاً من الاصطناعية وتحضيرها منزلياً». وأكد اختصاصي طب العائلة أنه لا يجب منع الأطفال من السكريات والحلويات، مشيراً إلى أهمية الاعتدال واختيار أفضل الأنواع والابتعاد عن الأصناف المليئة بالألوان الاصطناعية، مشيراً إلى ضرورة توعية الأطفال بغسيل الأسنان بعد تناول تلك الحلويات لتجنب التسوس، ودعا الدكتور أحمد عبدالملك، إلى تقديم بدائل الحلويات الصحية على سفرة الاحتفال بالعيد كالمكسرات والفاكهة الطازجة والفاكهة المجففة، وذلك للتقليل من تناول الحلويات الصناعية.