الخرطوم - رويترز - قطع أكثر من ألف محتج سوداني أحد الطرق الرئيسية في العاصمة الخرطوم لعدة ساعات اليوم الخميس في علامة على تنامي نفاد الصبر إزاء وعود الحكومة بالاصلاح والتنمية. وفرق السودان عشرات المظاهرات الصغيرة المناهضة للحكومة في أنحاء شمال البلاد تستلهم الانتفاضات الشعبية في شمال افريقيا والشرق الأوسط. لكن الحركة الساعية للاطاحة بالحكومة فشلت في اكتساب دعم أوسع. ولا يزال عشرات النشطاء في السجون دون اتهامات. وأحاطت شرطة مكافحة الشغب ورجال أمن بملابس مدنية بالمظاهرة الأكبر حتى الآن والتي أوقفت الحركة تماما على الطريق الرئيسي لنقل السلع بالخرطوم أغلب ساعات يوم العمل. وقال شهود عيان من رويترز إن شاحنة محملة بالوقود كانت متوقفة وسط المحتجين مما منع الشرطة من إطلاق الغاز المسيل للدموع ضدهم. وهتف المحتجون بشعارات تتهم مسؤولي الحكومة بالكذب. وطالب سكان المنطقة بفرض قيود على السرعة على الطريق السريع الجديد وجاء الاحتجاج بعد حادث أسفر عن سقوط قتلى أمس الخميس. وقال سكان إن عشرة أشخاص قتلوا على الطريق هذا العام حتى الآن. وانضم أنصار للحزب الحاكم إلى المحتجين. وأنشأ السودان عدة طرق سريعة في العاصمة لكن قوانين المرور لا تطبق عليها بدرجة تذكر حيث تشيع الفوضى المرورية ولا يوجد سوى عدد قليل من نقاط عبور المشاة. ويلقى المئات حتفهم في حوادث طرق سنويا. وقال رامي يوسف (25 عاما) وهو أحد المحتجين "يقطع هذا الطريق السريع منطقتين سكنيتين ولا ينبغي أن يمر عبر العاصمة أصلا." وتعهد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بعدم خوض الانتخابات القادمة بعد أربع سنوات عقب قضاء 26 عاما في السلطة. وكان حزبه قد تولى السلطة في انقلاب أبيض في 1989 . غير أن أصواتا معارضة متنامية حتى من داخل حزبه الحاكم تدعو إلى تحرك أسرع لمنع الانتفاضات الشعبية التي أطاحت برئيسي تونس ومصر وامتدت إلى دول أخرى بينها ليبيا من الوصول إلى السودان. وبعد أن ظل الطريق مغلقا أغلب اليوم جلب المسؤولون الحكوميون شاحنات لبدء العمل في تركيب إشارات مرورية. وقال يوسف "هذا يظهر كيف يمكن إنجاز الأمور بسرعة."