أعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن عدد الحجاج من داخل المملكة وخارجها بلغ 1.958 مليون حاج. وكان الحجاج قضوا أمس يوم التروية (الثامن من ذي الحجة) في مشعر منى بكل خشوع وطمأنينة، ومن دون تسجيل حوادث تذكر. ويصل ضيوف الرحمن اليوم إلى صعيد عرفات لقضاء يوم الحج الأكبر حتى مغيب الشمس، يتحركون بعدها إلى مزدلفة التي يبيتون فيها حتى الفجر. وبدأ الحجاج التوافد صباح أمس، إذ يُحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكةالمكرمة أو خارجها، ويبقون فيها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، ثم يتوجهون للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ويعودون إليها بعد «النفرة» من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام 10 و11 و12 و13 من شهر ذي الحجة، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، إلاّ مَن تعجّل. وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16,8 كيلومتراً مربعاً، ويقع بين مكةالمكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج. ورافق مواكب ضيوف بيت الله الحرام إلى مشعر منى، الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم، وتابعوا توجههم إلى منى عبر الطرق الفسيحة والأنفاق والجسور التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ ترتبط مكةالمكرمة بالمشاعر المقدسة بشبكات طرق عديدة، إضافة إلى الأنفاق والطرق الخاصة بالمشاة التي زودت بجميع ما يحتاج إليه الحاج وهو في طريقه إلى منى. وتابع وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة، خدمة الحجيج وعملية تصعيدهم إلى منى. ومن المنتظر أن تنطلق أفواج الحجيج اليوم إلى عرفات لتقف في هذا المشعر في مشهد عظيم يباهي به الله بأهل عرفات أهل السماء، متضرعين لله عز وجل أن يتقبل منهم الحج وأن يغفر لهم ذنوبهم في ذلك اليوم العظيم. ويجمع الحاج في عرفات بين صلاتي الظهر والعصر، ثم ينفر من على جبل عرفات مع غروب شمس اليوم ليتوجه إلى مزدلفة ويصلي المغرب والعشاء جمع تأخير. وتنوعت الخدمات والتجهيزات التي أعدتها أمانة العاصمة المقدسة لاستقبال ضيوف الرحمن. وقال مساعد أمين العاصمة المقدسة والمواسم المهندس عارف بن عبدالله قاضي، إن مراكز خدمات الأمانة قامت بعمليات تهيئة للطرق وشبكات الإنارة والمرافق وإجراء أعمال النظافة ومكافحة الحشرات منذ وقت مبكر، وتوزيع الفرق الميدانية والحاويات والإصحاح البيئي لتهيئة المشعر. وعملت الأمانة على تقسيم مشعر عرفات إلى ثلاثة مراكز لأداء الخدمات البلدية، وتم توزيعها جغرافياً لتسهيل تغطية كامل المشعر وخصصت لكل مركز عدد من العمالة والمعدات، كما قسمت الأمانة مشعر مزدلفة إلى ثلاث مناطق، جنوب مزدلفة والمشعر الحرام وشمال مزدلفة، إضافة إلى مناطق النقل العام للرحلات الترددية بمشعر عرفات ومشعر مزدلفة، لتسهيل نفرة الحجيج بعد وقوفهم بعرفات، وشكلت الأمانة لكل منطقة خدمات جهاز إشرافي برئاسة مسؤول قيادي ومساعد للإشراف على تنفيذ الأعمال بحسب الخطط المعتمدة، مع منح الصلاحية اللازمة لكل مسؤول مركز لإجراء التعديلات بحسب الحاجة الميدانية خلال الموسم بالتنسيق مع جهاز الإشراف العام. وأشار قاضي إلى أن كل فرق الأمانة ومعداتها بمشعر عرفات في جاهزية تامة، لافتاً إلى تخصيص عدد من المعدات الصغيرة والعربات اليدوية ذات التصميم الخاص، بهدف التغلب على ظروف الازدحام الشديد وكثافة الأعمال المطلوب تنفيذها خلال مدد زمنية قصيرة. ومع درجات الحرارة المرتفعة التي تتجاوز 40 مئوية، شرعت هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة في تنفيذ مشروع تبريد مناخ منشأة الجمرات، والاستفادة من المرحلة الأولى من المشروع في موسم حج هذا العام، وذلك بتغطية كامل مساحات الساحة الغربية للجمرات وطرق العودة من الجمرات إلى مشعر منى. وأوضح الناطق باسم الهيئة المهندس جلال كعكي أن المشروع سيساهم في تخفيف درجات حرارة الجو على الحجاج، إضافة إلى رفع المشقة عن العابرين في ساحات منشأة الجمرات، وكذلك طرق العودة إلى مشعر منى. وأفاد بأن شبكة تنفيذ مشروع تبريد مناخ منشأة الجمرات لأكثر من 10 آلاف متر طولي، سيتم تنصيب نحو 750 عاموداً لرش رذاذ الماء المبرّد عبر محطتين رئيستين، مشيراً إلى أن الكمية المستخدمة في رش رذاذ الماء المبرد تبلغ 235 متراً مكعباً في الساعة، وستعمل أعمدة الرش على فترات متواصلة طوال أيّام الحج في مشعر منى ومنشأة الجمرات، وذلك بهدف تخفيف العبء على الحجاج أثناء تنقلاتهم للوصول إلى منشأة الجمرات للرمي بكل يسر وسهولة.