بخلاف درجات الحرارة المرتفعة التي تميز بها شهر آب (أغسطس) الجاري، تخلل هذا الشهر ثلاث ظواهر فلكية كبرى، ولعل أبرزها كسوف الشمس الكلي، الذي سيحدث الإثنين المقبل، وسيكون مشاهد في 12 ولاية أميركية، في حين أن سكان منطقة الشرق الأوسط بوجه العموم والسعودية بوجه الخصوص لن يروا هذا الكسوف، وسبق هذا الكسوف المتوقع خسوف في القمر في الثامن من الشهر الحالي، إضافة إلى رصد زخات من الشهب في سماء السعودية في 11، و12، و13 من هذا الشهر. وقال الخبير الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق: «إن ما يميز شهر أغسطس من كل عام هو وجود الشهب في منتصف هذا الشهر وهي يوم 11 و12 و13 وتم رصد زخات تلك الشهب بواسطة مراصد الفلكية بالسعودية». وأشار إلى وجود ثلاث ظواهر فلكية خلال هذا الشهر حدث أولها في اليوم الثامن من هذا الشهر وهو خسوف القمر، وزاد: «إن خسوف القمر يحدث عندما تقع الأرض بين القمر والشمس؛ فتحجب ضوء الشمس، وتلقي بظلها على سطح القمر»، لافتاً إلى أن كسوف الشمس المتوقع يوم الإثنين المقبل لن يكون مشاهداً في السعودية وغالبية مناطق العالم، إذ يقتصر رؤيته في أميركا فقط. ويعود كسوف الشمس كظاهرة فلكية مرئية في أميركا بعد مرور قرن من الزمان، إذ حدث آخر كسوف كلي مرئي للشمس في أميركا في 8 حزيران (يونيو) 1918، ومن المتوقع أن يحظى هذا الكسوف بتغطية إعلامية كبيرة، ولاسيما أنه حظي بهالة أكبر منذ بدأ التوقعات بحدوثه، وهذا يعود إلى أن ندرة حدوث الكسوف وخصوصاً الكلي على اليابسة، إذ إن غالبية تلك الظواهر الفلكية تحدث في البحر ولا يتم تصويرها لصعوبة ذلك. وقال: «إن ظاهرتي الكسوف والخسوف تحدثان سنوياً وبمعدل مرتين في السنة على الأقل ولا تزيدان عن 7 مرات في السنة الواحدة، ويكتسب أهمية الكسوف المرتقب لأنه يحدث على اليابسة لندرة حدوث ظاهرة الكسوف على اليابسة». وأشار الزعاق إلى أن السعودية على موعد مع ظاهرة الكسوف المرئية بعد 12 عاماً من الآن والتي ستكون مرئية في غرب السعودية في حين تعود مرة أخرى بعد 62 عاماً لتشاهد في مناطق السعودية الشرقية». ولفت إلى أن الظواهر الفلكية المشاهدة في السعودية ستكون بعد عامين، وقال: «من المتوقع أن يحدث خسوف للقمر الحلقي بعد عامين وسيكون مشاهداً في سماء السعودية»، مبيناً أن هذا الخسوف يعد من إجمالي الخسوفات، إذ ترى الشمس كحلق يحيط بالقمر.