مع تأكيد الدوحة وترويجها بأنها لم تعمل على زعزعة استقرار أمن المنطقة، بث تلفزيون البحرين أمس، تسجيلاً لمحادثة بين رئيس الوزراء وزير خارجية قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم ورئيس جمعية الوفاق البحرينية «المنحلة» الشيخ علي سلمان، تم فيها التنسيق بينهما، في تأكيد واضح على ضلوع القطريين في التآمر على البحرين بحسب مراقبين، في الوقت الذي أكدت فيه المنامة أن لديها المزيد من الأدلة والبراهين التي تكشف خطورة التدخلات القطرية ودعمها الإرهاب. (للمزيد) وينضم التسجيل الجديد إلى سلسلة الأدلة التي كشفت عن التورط القطري في السعي لزعزعة أمن المنطقة، إذ سبقه تسجيل لأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وآخر للشيخ حمد بن جاسم مع القذافي أيضاً، وتسجيل بين عضو في المخابرات القطرية والحوثيين، بخلاف اعترافات بثها تلفزيزن ابوظبيلقطريين متورطين في التخطيط لأعمال إرهابية وتمويلها، وهي ما فسره المراقبون أىضاً على أنه أدلة ملموسة على التورط القطري في التآمر على دول المنطقة رغم نفيها الضلوع في ذلك. كما أن هذا التسجيل يأتي في ظل ازدياد تأزم الوضع الداخلي في قطر، وبحثها عن مخرج ينهي المقاطعة المفروضة عليها، إذ أرسل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس رسالة إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، نقلها وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن خلال استقبال أمير الكويت له، وتتعلق الرسالة بالأزمة القطرية، وهي الثالثة من أمير قطر للشيخ صباح منذ بدء مقاطعة الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لبلاده. ولم تذكر وكالة الأنباء الكويتية التي بثت الخبر مزيداً من التفاصيل حول فحوى الرسالة، إلا أنها أكدت أن ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حضر المقابلة. وفي ردود فعل على التسجيل الذي بثه تلفزيون البحرين، أكد وزير شؤون الإعلام البحريني علي الرميحي، أن التسجيل الصوتي المسرب بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم والأمين العام لجمعية الوفاق المنحلة علي سلمان «مثَّل حلقة خطرة في سلسلة التآمر القطري على أمن واستقرار البحرين والخليج العربي، ودليلاً إضافياً على تدخلاتها في شؤوننا الداخلية ودعمها للجماعات المتطرفة، واستهدافها لقوات درع الجزيرة». وأضاف الرميحي: «البحرين لن تسمح بأي تدخل في شؤونها الداخلية، مدركة تماماً خطورة هذه التدخلات في شؤون المملكة وتهديداتها للأمن الوطني والقومي، وصبرت عليها كثيراً». وشدد على أن البحرين «لديها كامل الحق في اتخاذ ما تراه مناسباً من إجراءات لحماية أمن المواطنين والمقيمين، ومحاسبة المتآمرين على سيادتها واستقرارها»، مؤكداً أن التسجيل الصوتي المسرب «يدل على خطورة التدخلات القطرية، ودعمها وتمويل للجماعات الإرهابية المتطرفة». ويوضح الاتصال محاولة رئيس الوزراء القطري السابق زعزعة استقرار البحرين والأمن في المنطقة. واتضح من خلاله التورط القطري في الشأن البحريني الداخلي للضغط على الحكومة وإلغاء حال السلامة الوطنية وانسحاب قوات درع الجزيرة، إثر تأكيده أن الدوحة لن تشارك في القوات، وإن شاركت فستكون مشاركتها رمزية وشكلية. من جانبه، علق الباحث السياسي في البحرين علي شاهين الجزاف ل«الحياة»، : «أن المكالمة الهاتفية بين رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها في 2011 حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني، مع رئيس جمعية الوفاق المنحلة علي سلمان، والتي شهدت التآمر على البحرين في أزمة 2011، يؤكد أن قطر ما هي إلا حليف استراتيجي لإيران». وتابع: «هذا التحالف القطري - الإيراني لا يجعل من قطر دولة شقيقة، بل تتساوى مع إيران بالنسبة للشعب البحريني ولشعوب دول الخليج العربي».