سيدني، نيويورك - رويترز - تجاوزت أمس البورصة الألمانية وبورصة نيويورك (يورونكست) عقبات سياسية شائكة مع إعلان اتفاق اندماجهما الذي سيتمخض عنه أكبر سوق للأسهم في العالم في وقت تكتسب موجة الاندماجات بين البورصات العالمية قوة متزايدة. وتعتبر المشاعر القومية من العقبات الكبرى لموجة الاندماجات التي تجتاح القطاع، إذ عادة ما ينظر الى البورصات باعتبارها رمزاً للكبرياء الوطني. وتواجه الصفقات - ومنها عرض من بورصة لندن للاستحواذ على مجموعة «تي أم أكس» المشغلة لبورصة تورونتو - تدقيقاً شديداً من الجهات المنظمة والسياسيين في أنحاء العالم. وأفادت مصادر بأن «عدداً من التفاصيل الرئيسة في اتفاق البورصة الألمانية مع بورصة نيويورك يورونكست قد سوّي». وكان اعلان اتفاق نهائي منتظراً أمس. لكن عدداً من الجوانب الصعبة لم يكن قد عولج بعد، ما يرجح أن يغذي المخاوف المثارة على جانبي الاطلسي. وأشارت مصادر رفضت نشر هويتها، إلى أن «هناك عقبات أمام تحالف البورصة الألمانية ويورونكست ستتم تسويتها خلال أسابيع، والعقبات ما زال من شأنها أن تعرقل الصفقة». ولفتت الى ان: «من الواضح أن أكبر علامة استفهام بوجه عام في شأن الصفقة تتعلق بالمشهد التنظيمي والسياسي الذي ستتمخض عنه هذه الصفقة في أوروبا». وأفادت شبكة «فوكس» الاقتصادية نقلاً عن مصادر مصرفية، بأن «مجموعة سي ام إي، وهي مجموعة لبورصات المشتقات في العالم قد تقدم عرضاً قسرياً للاستحواذ على بورصة نيويورك يورونكست». وأحجم ناطق باسم الشركة ومقرها شيكاغو عن التعليق. ويوجه مسؤولو المجموعة المستثمرين بعيداً من توقع أن تدخل الشركة صفقة اندماج. وتوصلت البورصة الألمانية وبورصة نيويورك «يورونكست»، الى اتفاق حول تفاصيل مثل هوية كبار المسؤولين التنفيذيين، لكن المحادثات في شأن اسم عمليات الكيان الجديد ومكانه «حساسة ومعقدة»، ما يبرز صعوبة دمج أعمال شركات تعمل بأساليب مختلفة وتمثل رمزاً للكبرياء الوطني. وأعلنت الشركتان في السابق أن رئيس بورصة «يورونكست» دنكان نيديراوير، سيرأس الكيان المندمج بينما سيتولى الرئيس التنفيذي للبورصة الألمانية ريتو فرانشيوني منصب رئيس مجلس الادارة، وأن مساهمي الشركة الألمانية سيحصلون على حصة 60 في المئة. وأفاد مصدر بأن هيكل 60-40 للملكية سيجعل غالبية المساهمين في الشركة المندمجة من الولاياتالمتحدة حيث سيحصل المساهمون الأميركيون على 55 في المئة، بينما يحصل المساهمون الألمان على 11 في المئة والبريطانيون على 11 في المئة وسيمتلك مساهمون من بقية أنحاء العالم حصة 23 في المئة. وأشار مصدر إلى أن مجلس إدارة الشركة الجديدة سينسجم مع هيكل الملكية إذ سيحصل الجانب الألماني على عشرة من 17 مقعداً في المجلس، مضيفاً أن العدد يشمل كلاً من نيديراوير وفرانشيوني. من ناحية أخرى عدلت شركة «ايه اس اكس» المشغلة للبورصة الاسترالية وبورصة سنغافورة، هيكل مجلس ادارة تحالفهما المزمع البالغة قيمته 7.9 بليون دولار في محاولة لكسب تأييد المشرعين الاستراليين الذين يساورهم قلق من التخلي عن السيطرة على البورصة المحلية. وينظر الى المخاوف السياسة أيضاً كسبب وراء منح بورصة سنغافورة تمثيلاً أكبر للبورصة الاسترالية في مجلس ادارة الكيان الجديد. وأوضحت البورصتان في بيان مشترك امس، أنهما ستتقاسمان مناصفة مقاعد مجلس ادارة الكيان المندمج بعدما كان العرض الأصلي يمنح البورصة الاسترالية أقل من نصف مقاعد مجلس الادارة.