طغت الكلمات الثلاث «تحديات أمنية جديدة»، على تصريحات كبار المسؤولين في إسرائيل في حفلة تنصيب الجنرال بيني غانتس رئيساً جديداً لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي خلفاً للجنرال غابي أشكنازي، في إشارة إلى التطورات السياسية الأخيرة في مصر التي لم تأخذها المؤسسة الأمنية في تقديراتها للعام 2011. وخلافاً للماضي غير البعيد، فإن الحديث في إسرائيل عن «الجبهة الجنوبية» لم يعد يقتصر على قطاع غزة، إنما أيضاً على متابعة التطورات في مصر والمنطقة عموماً، وهو ما أشار إليه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في حفلة ترقية غانتس لرتبة جنرال عندما قال له إن حقيقة معرفته عن كثب ما يدور داخل الجيش، ستساعده بالذات في هذه الأيام في تحقيق الاستقرار (داخل الجيش حيال حرب الجنرالات). وأضاف أن الاستقرار هذه الأيام مهم للغاية «إذ ثمة زلزال يدهم العالم العربي وأجزاء من العالم الإسلامي، ولا نعرف مآل هذه الأحداث ... بلدنا صغير، وأرجو أن نوسع دائرة السلام، لكننا ندرك أنه في نهاية المطاف فإن السند الحقيقي الوحيد لقدرتنا على تعزيز وجودنا هنا وعلى إقناع جيراننا ليكونوا معنا في السلام، هو جيش الدفاع. هو الضمانة الحقيقية لتأمين مستقبلنا». كذلك تمنى وزير الدفاع ايهود باراك لغانتس النجاح في دفع الجيش الى امام لمواجهة التحديات الجديدة «مع التغير السريع في المنطقة المحيطة بنا». وأضاف: «نحن في فترة ليست سهلة، أيضاً إزاء التحديات الخارجية». وقال غانتس إن «إسرائيل، حتى قبل قيامها، واجهت تحديات أمنية صعبة ... وأيضاً في هذه الأيام عندما ننظر حولنا ندرك أنه إلى جانب مناعتنا، لا تزال تخيم أخطار محتملة وربما تتطور تحديات أمنية جديدة، وكما في الماضي فإن الجيش الإسرائيلي سيعرف كيف يواجهها». وفي رسالته الخاصة التي وجهها الى الجنود، كتب غانتس ان «استعراض سماء الشرق الأوسط الملبدة بغيوم التهديدات القريبة والبعيدة، يضعنا أمام واقع حساس ومتغير ومشبع بمخاطر التدهور ... نواجه منظمات الإرهاب التي لا تكف عن محاولاتها زرع الدمار والخراب في بيوتنا وزعزعة حق الجيش الإسرائيلي في الدفاع عن مواطني إسرائيل». وزاد: «نواجه دولاً عدوة متطرفة تواصل سكب الوقود على نار الكراهية والسعي بلا كلل الى القضاء على إسرائيل، هذا الواقع يجسد التزام كل منا الجنود والضباط النجاح في المهمة». ونصح أشكنازي الذي أهدى خلفه «كتاب الأهداف في قطاع غزة»، الجنود بالبقاء «متأهبين لنبضات المنطقة ... ولا تغمضوا أعينكم، فالتغيرات الكثيرة الحاصلة في الفترة الأخيرة لدى جيراننا تضيف سحب ضباب كثيرة لسماء الشرق الأوسط، وتذكّرنا بواجب أن ننظر إلى الوقع بأعين صاحية والحفاظ على إسرائيل دولة قوية ومستعدة». على صلة، كشفت صحيفة «هآرتس» أن الفيلم القصير الذي عرض أول من أمس عن مسيرة اشكنازي تضمن قصف الطيران الحربي الإسرائيلي دير الزور السورية بداعي وجود مفاعل نووي، والتخريب الذي تعرضت له منشآت تخصيب اليورانيوم الايرانية من خلال فيروس الحاسوب «ستوكسنت»، على رغم أن إسرائيل الرسمية لم تأخذ على عاتقها مسؤولية العمليتين المذكورتين.