مونديال «أم الألعاب»، ثالث أكبر حدث رياضي في العالم بعد الألعاب الأولمبية الصيفية وكأس العالم لكرة القدم، يحط في رحاب لندن اليوم وحتى 13 آب (أغسطس) الجاري، حيث شهدت منافسات ألعاب القوى نجاحاً كبيراً وإقبالاً لافتاً خلال دورة لندن الأولمبية عام 2012. ويشارك 2038 رياضية ورياضياً من 205 بلدان في المسابقات المنقولة تلفزيونياً إلى أكثر من 200 بلد، ويواكبها 3 آلاف إعلامي، عدد كبير منهم حضر خصيصاً لتسجيل لحظات الوداع التاريخية للأيقونة الجامايكي أوساين بولت الذي قرر الاعتزال متطلعاً لأن ينهي مهمته من دون خسارة، حاصداً لقبي سباقي ال100م والبدل 4 مرات 100م (مع منتخب جامايكا)، ليرفع رصيده إلى 13 ميدالية ذهبية عالمية. كما تلقى الاهتمام مشاركة «ابن البلد» مو فرح في سباقي ال5 آلاف وال10 آلاف متر، في موسمه الأخير على المضمار قبل أن يتفرّغ لسباقات الطريق، خصوصاً الماراثون. وتُمنح اليوم ذهبية واحدة في نهائي ال10 آلاف متر، كما يباشر بولت (31 سنة) مهمته من خلال تمهيديات سباق ال100م، علماً أن النهائي المنتظر مقرر ليل الأحد. وبدا لافتاً المؤتمر الصحافي الاحتفالي الحاشد الذي نظّم لبولت الثلثاء الماضي، وتخللته شهادات تحية من نجوم ومشاهير من مختلف أنحاء العالم، وضاقت القاعة الكبيرة ب500 صحافي وجّه كثر منهم أسئلة إلى «البرق»، حامل الرقمين العالميين لل100م (9.58 ثانية) وال200م (19.19 ث) الذي بدا منشرحاً جداً، وسرّ باللافتة المرفوعة التي كتب عليها: «الأسرع إلى الأبد». وأكّد أنه جاهز للتحدي، خصوصاً أن تسجيله 9.95 ثانية في لقاء موناكو أخيراً «مؤشر ممتاز إلى أنني على الطريق الصحيح». وقال: «أوساين بولت أعتزل من دون هزيمة في سباق فردي، لا يهزم، لا يوقف، بالنسبة إلي سيكون أفضل عنوان». ووفق رئيس الاتحاد الدولي لورد سيباستيان كو، يعتبر بولت من طينة نادرة، لأنه «موهبة فذة مقرونة بالشخصية المحببة التي غيّرت وجه المنافسات». وبعد انسحاب الكندي أندريه دو غراس، حامل فضية ال200م وبرونزية ال100م في دورة ريو دي جانيرو الأولمبية 2016، لإصابة عضلية في فخذه تعرّض لها في «توقيت رهيب»، يتوقّع أن ينافس بولت في ال100م، كل من مواطنه يوهان بلايك والأميركيان المخضرم جاستن غاتلين وكريستيان كولمان. كما تتركّز الأنظار على الجنوب أفريقي وايد فان نيكرك (25 سنة) حامل ذهبية «ريو 2016» والرقم القياسي العالمي في ال400م (43.48 ث) الذي يعتبر بولت ملهمه الأول، وسيشارك في ال200م (19.84 ث) وال400م. ويتوقع بولت أن يكون «نجم المستقبل»، لا سيما أنه يأمل بتحقيق ثنائية (200 - 400م) ليسير على خطى الأميركي المعتزل مايكل جونسون (1995). وإذا كان عداؤو كينيا وإثيوبيا يأملون بإنزال فرح (34 سنة) المولود في الصومال عن عرشه، فهو ينوي تحقيق ثنائية ثالثة في سباقيه المفضلين (5 آلاف و10 آلاف متر)، وحصد لقب عالمي سابع، وتكرار خطف الأضواء على غرار ما حققه بين جمهوره في «لندن 2012» ودفاعه الناجح في «ريو 2016»، على خطى الفنلندي لاسي فيرن (1972 و1976). وإذ يتطلّع العرب إلى تحقيق ميداليات، يبدو نجم الوثب العالي القطري معتز برشم الأوفر حظاً بالفوز، في ضوء تحقيقه أفضل النتائج في اللقاءات الدولية هذا الموسم. كما تتركز الأنظار على البطلة الأولمبية البحرينية المجنّسة روث جيبيت (21 سنة) في سباق ال3 آلاف متر موانع، وأونيس جيبكيروي كيروا في الماراثون (ثانية ريو وثالثة بطولة العالم في بكين 2015). ولدى السيدات، تبرز أيضاً الجامايكية إيلاين تومسون، حاملة ثنائية ال100م وال200م «في ريو 2016»، والروسية ماريا لاسيتسكيني حاملة لقب الوثب العالي. وعلى غرار ريو، ستغيب ألعاب القوى الروسية بسبب فضيحة التنشّط التي اندلعت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015. وقرر الاتحاد الدولي الإثنين الماضي إبقاء حرمان روسيا «لأنها لم تحقق التقدّم الكافي في قضية مكافحة المنشطات من أجل أن تستحق العودة إلى المحافل الدولية»، سامحاً ل19 من أبطالها بينهم لاسيتسكيني وسيرغي شونبكوف (حامل لقب سباق ال110 أمتار حواجز) بالمشاركة تحت علم حيادي أي الذين لم ترد أسماؤهم في تقرير الكندي ريتشارد ماكلارين الذي تحدّث عن تنشّط روسي ممنهج.