أكد اجتماع الدول الأربع في المنامة أمس أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر مستعدة ل «الحوار لإنهاء أزمة قطر، شرط تنفيذ الدوحة كل المطالب ال13 في شكل كامل». وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد: «هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن أن تتخذها دولنا ضد قطر، ولكن هناك مبدأ أساسياً وهو أن أي خطوة يجب أن تكون في إطار القانون الدولي، ولا بد أن تقلل أي انعكاسات سلبية على المواطن القطري»، مضيفاً أن «المسؤولية الكبيرة تقع على الدولة القطرية، وعليها أن تختار النهج الذي تريده للسير فيه». واعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي لوزراء خارجية الدول الأربع في المنامة، تسييس قطر الحج: «مرفوضاً وغير معقول، وأنه بمثابة إعلان حرب على المملكة». وأكد أن «تعليمات المملكة واضحة في تسهيل أي مهمة للحجاج والمعتمرين، ولا تقبل أي تسييس في الحج». وتابع: «نعتبر أن التصريحات القطرية لا تحترم الحج ولا الحجاج، والأشقاء في قطر مرحب بهم مثل أي مسلمين آخرين». وشدد على أن مطالبة قطر بتدويل قضية الحرمين والأماكن المقدسة «مرفوض وغير مقبول(...) والملك السعودي هو خادم الحرمين الشريفين وهذا شرف للمملكة شعباً وحكومة»، مؤكداً أن هذا الطلب «عدواني وإعلان حرب والمملكة تحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر المقدسة». وتابع أن «أي دولة تتعامل مع إيران ستكون النتيجة سلبية، ولا توجد دولة رأت الخير من إيران وإنما الفساد والدمار، والقطريون إذا رأوا مصلحة في التقارب (مع طهران) فهم لا يقومون الأمور، والشعب القطري لن يقبل بوجود إيراني في بلاده». من جهته، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة أمس، إن اجتماع المنامة جاء «لمصلحة المنطقة ومستقبلها وللبحث في مكافحة الإرهاب»، وأكد أن لا صحة لوجود تحركات عسكرية مصرية- بحرينية في جزيرة حوار، وقال إن «التعاون العسكري بين البحرين ومصر موجود منذ عقود، وهناك تدريبات مستمرة وليست لها علاقة بالأزمة». وأكد أن محاولات قطر تسييس الحج «مرفوضة ومن ينادي بذلك فهو في خانة الأعداء مثل الإيرانيين». وسألته «الحياة»: هل الدعوة إلى الحوار مع قطر أثبتت أن كل الإجراءات التي اتخذت ضدها لم تنجح؟ وما شكل الحوار؟ هل سيكون بضمانة (غربية) أم مباشراً معها؟ فقال: «هناك شرط في الحوار وهو أن تلتزم قطر كل مواثيقها وتقبل تنفيذ المطالب ال13، ونحن لن نسقط أياً منها. وسنكون على موقفنا ونقول للعالم المطالب بالحوار، إننا مستعدون ولكن كي ينجح يجب أن يكون على أسس واضحة ومعروفة»، وأكد أن لا دور للوساطة في الأزمة غير وساطة الكويت. إلى ذلك، قال الجبير رداً على السؤال ذاته: «عندما نتحدث عن الحوار نعني بعد تطبيق المبادئ الست والمطالب ال13 التي قدمتها الدول الأربع إلى قطر، ولا صحة لوجود تفاوت في النقاط ، لأن الأمر يتعلق بدعم الإرهاب، فهل هناك دعم للإرهاب أم لا؟ أو هل هناك تمويل للإرهاب أم لا؟ ولا نستطيع أن نقول يجب على قطر تقليص دعم الإرهاب، لأن هذا الأمر يا أبيض يا أسود». وتابع: «إذا كانت قطر جادة في الأمر، وهذا لا يبدو حتى الآن، لأنهم يتحدثون عن الحصار وهذا غير صحيح فالموانئ والأجواء والمطارات مفتوحة ودولنا مستعدة للحوار إذا كانت قطر ملتزمة بالشروط». وقال إن «الحوار هو شريطة التنفيذ الكامل حول المطالب وليس هناك أي نوع من التفاوض لتنفيذ بعضها، وهذا التنفيذ يتطلب وضع آليات من الدول الأربع التي ستراقبها وربما دول أخرى تدخل معها في ذلك». واختتم الوزير عبدالله بن زايد إجابات الوزراء على سؤال «الحياة»، فقال: «من المهم التذكير بأن الحوار مع قطر سبق أن تم في اتفاقات الرياض 2013 و2014، ولذلك فمسألة الحوار سبق أن تمت ووقعت الدوحة مواثيق ومع ذلك لم تنفذها ولا نستطيع إعادة العجلة من جديد: هل هي مستعدة للالتزام بتعهد آخر؟ أم ستستمر بنهجها السابق، ونقض التعهدات؟». نص البيان الختامي المنامة - «الحياة» - أكد وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر أن اجتماعهم في المنامة أمس عقد في «إطار التشاور المستمر حول أزمة قطر، وضرورة وقف دعمها وتمويلها الإرهاب، وتهيئتها الملاذ الآمن للمطلوبين قضائياً لدى دولهم، وللمتورطين في الإرهاب وتمويله، ونشرها خطاب الكراهية والتحريض، وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة». واستعرضوا آخر تطورات الأزمة، والاتصالات التي أجروها على الصعيدين الإقليمي والدولي، مؤكدين استمرار التنسيق الوثيق في ما بينهم، بما يعزز التضامن، ودعم الأمن القومي العربي، والقضاء على الإرهاب، حفاظاً على السلم والأمن الإقليمي والدولي. وأكدت الدول الأربع المبادئ الستة التي تم إعلانها في اجتماع القاهرة، وتمثل الإجماع الدولي حيال مكافحة الإرهاب والتطرف وتمويله ورفض التدخلات في شؤون الدول الأخرى التي تتنافى مع القوانين الدولية، وأهمية تطبيق اتفاقي الرياض 2013 و2014 اللذين لم تنفذهما قطر. كما أكدت أهمية استجابة قطر المطالب ال13 التي من شأنها تعزيز مواجهة الإرهاب والتطرف. وأبدت استعدادها للحوار شرط أن تُعلن قطر رغبتها الصادقة والعملية في وقف دعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف ونشر خطاب الكراهية والتحريض، والالتزام بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتنفيذ المطالب ال13 العادلة التي تضمن السلم والاستقرار في المنطقة والعالم، وأضافوا أن كل الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه قطر تعد من أعمال السيادة وتتوافق مع القانون الدولي. وثمنت الدول الأربع الدور الذي يقوم به أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة في إطارها العربي. واستنكرت الدول الأربع عرقلة السلطات القطرية المتعمد أداء مناسك الحج للمواطنين القطريين الأشقاء. وأشادت في هذا الصدد بالتسهيلات المتواصلة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، واتفق الوزراء على استمرار التشاور والتنسيق في ما بينهم، بما في ذلك في شأن اجتماعاتهم المقبلة. إلى ذلك، أشاد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال استقباله وزراء خارجية الدول الأربع ليل أول من أمس، بالتعاون والتنسيق الوطيد بين الدول الثلاث وبلاده، ومساعيها الدؤوبة وجهودها الكبيرة في مكافحة الإرهاب والتطرف، «حرصاً منها على دعم الأمن والسلم في المنطقة ومعالجة كل مشكلاتها وحمايتها من سياسات دعم وتمويل الجماعات المتطرفة وإيواء الإرهابيين، التي تسببت في أزمات إنسانية خطرة، إذ تم تهجير مئات الآلاف من أبناء شعوبها من بيوتهم ليواجهوا ظروفاً صعبة ومحناً قاسية في مختلف أنحاء العالم، ويجب العمل على إعادتهم لديارهم آمنين وتوفير الاستقرار لهم.