يحاول فنانو النجف التي تتميز بطابع ديني خاص وحساس في العراق، الاستمرار في عطائهم الفني حتى لو كان ذلك خلف أبواب مغلقة. وعلى رغم الصعوبات التي يواجهها مطربون وملحنون في تقديم الاغاني العاطفية للجمهور، فإن فرقة النجف المسرحية ما زالت مستمرة في اعداد وتقديم اعمالها على رغم افتقارها للدعم الانتاجي المطلوب في مدينة قال عنها فنانوها انها نسيت فن المسرح. ويؤكد المخرج والكاتب المسرحي احسان التلال ان «واقع المدينة المقدس يلقي بظلاله على الاعمال الفنية التي نقوم بها، لكن يوجد متنفس في المدينة فعندنا مشروع مع مجلس المحافظة لعمل مسرحيات تراجيدية وكوميدية». ويشير الى ان المهرجان الذي عقد الشهر الماضي حضره كبار الفنانين ومنهم سامي عبدالحميد وأشادوا بعمل فرقة النجف للتمثيل». ويصر مؤسسو فرقة النجف للتمثيل علي المطبعي وناظم زاهي وإحسان التلال على تواصل العروض المسرحية على رغم قلة الدعم المقدم اليهم والضغوط التي قد يتعرضون لها. ويشير التلال الى ان «البحث عن تمويل لإنتاج عمل مسرحي بات متعذراً على الكثير من الفرق المحترفة في بغداد. فكيف يكون الأمر في المحافظات التي غيبها النظام السابق وأبعدها عن جادة الإبداع وهجر الجمهور قاعات العرض المسرحي بل نسي جمهور المحافظات أن هناك فناً أسمه فن المسرح». ولفت التلال الى ان «مدينة النجف كانت من المدن التي يحسب لها ألف حساب حينما تشارك في مهرجان مسرحي محلي سواء كان على مستوى الفرات الأوسط أو على مستوى العراق عامة فقد كانت الفرق المسرحية النجفية تحصد أكثر الجوائز وبخاصة في عقد السبعينات من القرن الماضي». وعلى رغم عدم وجود قاعة مخصصة للعرض المسرحي كانت الفرقة الصغيرة تستخدم القاعات المتاحة وتحولها الى مسرح للعرض. وكانت مسرحية «عيش يا حمار» التي قدمتها الفرقة اخيراً على قاعة منتدى شباب النجف بالتعاون مع هيئة شباب ورياضة قد نالت اهتماماً واسعاً باعتبارها تنتمي الى المسرح السياسي اللاذع، وهي من تأليف إحسان التلال وإخراج علي المطبعي وقال التلال ان «المسرحية عبارة عن كوميديا سوداء تشعل روح الغضب لدى المتلقي».