تواصلت المعارك التي يخوضها «حزب الله» ضد مسلحي «جبهة النصرة» في اليوم الخامس على هجوم الحزب في جرود عرسال، وسط تأكيد الحزب رمي مسلحين اسلحتهم والفرار باتجاه مخيمات وادي حميد. وتردد ان مفاوضات جرت في الخفاء وفشلت ليل اول من امس. لكن الحديث عن وساطة جديدة تجدد امس، عبر وسيط للوصول الى تسوية يخرج بموجبها المسلحون من الجرود. ولفتت مصادر عرسالية في اتصال مع «الحياة» الى ان رجل دين من «الهيئة الشرعية في القلمون والقصير» يتولى المفاوضات (سبق للهيئة ان شاركت في مفاوضات) وتشمل ً مسلحي تنظيم «داعش» وتقضي بمغادرة المسلحين الى القلمون مقابل الكشف عن مصير العسكريين اللبنانيين الذين يعتقلهم «داعش» منذ 3 سنوات. وكان «الاعلام الحربي المركزي» التابع ل «حزب الله» اكد امس، احراز مقاتلي الحزب «مزيداً من التقدم بجرد عرسال والسيطرة على وادي كميل، وادي حمودي، مكعبة الفرن، البيدر، شعبات النحله ووادي ضليل البراك». وتحدث المصدر نفسه عن «ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة كانت متجهة من البادية إلى مسلحي جبهة النصرة في القلمون الغربي». وعصراً تحدثت الوكالة «الوطنية للاعلام» (الرسمي اللبناني) عن تقدم للحزب في «اتجاه الملاهي ووادي حميد». وفيما ارتفعت وتيرة قصف «حزب الله» المدفعي على آخر مناطق سيطرة «جبهة النصرة» في الجرود، نظم الحزب جولة لمراسلين تلفزيونيين. وتحدثت المؤسسة اللبنانية للارسال في بث حي من الجرود، من نقطتين حتى العصر، الاولى من تلة القنزح وهي تلي تلة الرهوة. وكشفت مراسلة محطة «ام تي في» عن وجود 3 اسرى ل «حزب الله» لدى «جبهة النصرة». وبثت «أل بي سي» من تلة القرية وهي تقع مقابل رأس السرج التي هي تحت سيطرة الجيش اللبناني. وتلة القرية هي آخر موقع ل «حزب الله» يسيطر عليه قبالة سيطرة الجيش اللبناني. ونقل الفريق مشاهد حية عن تأدية مقاتل التحية لراية الحزب والعلم اللبناني. وقالت مراسلة المحطة إن «أمير جبهة النصرة أبو مالك التلي يرفض مبايعة داعش وما زال يقاتل في بقعة صغيرة ويُعتقد أنه في جرد عرسال وليس في المخيمات. وهناك قصف يشتد على منطقة وادي حميد التي يعتقد أن على أطرافها يوجد آخر ما تبقى من مسلحي النصرة والتلي». وأَضافت: «معركة حزب الله ضد النصرة شارفت على نهايتها، ساعات قليلة ويتواجد مسلحو النصرة في بقعة صغيرة لا تتجاوز 12 كلم مربع». وقالت إن «حزب الله اكتشف تحصينات داخل مقالع لا تخرقها الطائرات، ويسيطر الحزب الآن على 80 إلى 90 كلم من الجرود. كما عثر داخل الكسارات على أسلحة وذخائر وسيارة مفخخة تم تفجيرها». وأشارت المراسلة وفق معلومات «حزب الله»، أنه «مع سيطرة الحزب على تلة القرية يمكن القول أن ظهر الجيش بات محمياً بالكامل. وأن حوالى 120 قتيلاً سقطوا لجبهة النصرة بدءا من معركة جرود فليطة وجرد عرسال وهناك عدد كبير من جثث مسلحي النصرة لدى حزب الله الذي يتحفظ عن الجواب عما لديه من اسرى». واشارت الى ان «جثث المسلحين عائدة لسوريين وعرب مع تحفظ على ما اذا كاننها لبنانيون». وجغرافياً يعني هذا الامر ان مسلحي «النصرة» انحصروا في بقعة لا تتجاوز العشرين في المئة من مساحة جرود عرسال، وأصبحوا محصورين بين معبر الزمراني الإستراتيجي، ومخيمي وادي حميد والملاهي. والمعروف أن المعبر المذكور يقع على تقاطع إستراتيجي في الجرود، ومنه يمكن دخول بلدة عرسال، كما يمكن دخول العمق السوري، ومن الجهة الشمالية الشرقية للمعبر تقع سيطرة «داعش». وكانت الطائرات الحربية السورية واصلت، بحسب الوكالة «الوطنية للاعلام»، اغارتها على جرود عرسال «بين وادي الخيل ووادي حميد حيث تقع المراكز الجديدة التي فرت اليها عناصر جبهة النصرة الارهابية». اما موقع «القلمون الغربي» المعارض، فأورد انه ظهر امس، قتل 7 من مقاتلي «حزب الله إثر دخولهم إحدى المغارات الملغمة في جرود فليطة في القلمون الغربي». وتحدث نازحون سوريون من مخيمات وادي حميد سمح لهم الجيش اللبناني بالعبور الى عرسال وجلهم من النساء والاطفال عن ان مسلحين من «النصرة» لجأوا الى المخيمات بعدما رموا اسلحتهم في الجرود. ونقلت مراسلة «المؤسسة اللبنانية للارسال» عن الحزب «أن هؤلاء ستسري عليهم التسوية التي ستسري على «سرايا أهل الشام» بعد انتهاء المعركة». يذكر ان الى هذه المخيمات لجأ مسلحو «سرايا اهل الشام» بعدما قرروا عدم القتال ضد «حزب الله». وبلغ عدد العائلات التي دخلت عرسال امس، من جهة وادي حميد 8 عائلات تولت اغاثتها الهيئات الانسانية الى جانب الجيش اللبناني. ونقل الصليب الأحمر اللبناني «بمواكبة الجيش 9 نازحين من أطفال ونساء من مخيمات عرسال الى داخل البلدة وامرأة بحال ولادة من مخيمات وادي حميد الى احدى مستشفيات المنطقة». مقتل نازح وكانت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه اعلنت انه خلال «قيام دورية من الجيش بدهم أحد المطلوبين المنتمين إلى أحد التنظيمات الإرهابية في عرسال، وعند لجوئه إلى أحد المخيمات، قامت مجموعة مسلحة من داخل المخيم بإطلاق النار على الدورية التي ردت بالمثل على مصادر النيران، ما أدى إلى مقتل أحد المسلحين وجرح آخر». وذكر عراسلة ان القتيل يدعى يوسف محمد ديب نوح (22 سنة) وهو من السحل السورية، وان المداهمة حصلت على طريق الجمالة حيث يوجد مخيم للنازحين. ونظمت جمعية «الإمداد الخيرية الإسلامية» في الهرمل زيارة لعدد من جرحى «حزب الله» العائدين من معارك جرود عرسال، وجرحى آخرين في منازلهم ضمن الهرمل وقراها. تسوية اوضاع نازحي عرسال ووجهت لجنة التنسيق الموقتة بين مخيمات النزوح والحكومة اللبنانية كتاباً الى وزير الدولة لشؤون اللاجئين معين المرعبي لفتت فيه الى انه يوجد في 110 مخيمات في عرسال ما يزيد عن 80 الف نازح سوري وهؤلاء يطالبون بتسوية وضع الشباب ليتمكنوا من الحصول على بطاقة الامن العام، والتنسيق مع الامن العام لتدارك الاعتقال وتشابه الاسماء او الاتصال الهاتفي او الاسم الثنائي، والعمل لادخال مفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين الى مخيمات عرسال وافتتاح مكتب لها في البلدة وتأكيد الحالة المدنية في المخيمات، والعمل على انشاء مناطق آمنة منزوعة السلاح لا دور للاسد فيها بمظلة دولية واشراف اممي مع تأكيد سيادة القرار الاداري والسياسي والاقتصادي لنا وفي حال تعذر كل ما سبق فهناك من يرغب من شباب مدينة القصير وريفها وحمص بتيسير فرصة الرحيل الى جرابلس شمال سورية باشرف دولي ورعاية اممية». التقرير عن الموقوفين القتلى الى ذلك، انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» التقارير الإعلامية التي أفادت «بأن أطباء شرعيين وجدوا أن وفاة 4 سوريين محتجزين لدى الجيش اللبناني خلال أيام من اعتقالهم لم تكن نتيجة للعنف»، معتبرة انها «تترك أسئلة من دون إجابة». وقال مدير برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في المنظمة نديم حوري: «إن الملخص القصير الذي تم تسريبه من تقرير الأطباء لا يتناول ما توصلت إليه هيومن رايتس ووتش بأن صور الجثث تظهر عليها علامات تتفق مع التعذيب». ودعت الجيش اللبناني الى «أن يعلن عن كامل نتائج تحقيقاته والرد على ادعاءات التعذيب». واشار الى «وفاة سوري خامس اسمه توفيق الغاوي في الحجز أيضاً». شعبة المعلومات تفكك «خلية داعشية» الى ذلك، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن «رصد شبكة ل«داعش» عدد أفرادها خمسة سوريين ونطاق عملهم بين بيروت ومحلة الدورة. وأضافت أنه «في 17 و18 الجاري نفذت قوة من الشعبة عمليات دهم في بيروت والبقاع، أسفرت عن توقيف كامل أعضاء الشبكة، وهم: أ. ع، ص. أ، م. أ، ع. أ وح. أ». وتبين بالتحقيق معهم أن «المنسق الرئيسي للشبكة هو الموقوف الأول أ. ع الذي اعترف بالانتماء إلى داعش في سورية ومتابعة دورات شرعية وعسكرية في الطيبة، والانتقال إلى منطقة الميادين للمشاركة في القتال في صفوف التنظيم، وحضر إلى لبنان أواخر عام 2016 وتابع التنسيق مع كوادر داعش في سورية، وطلب منه منذ ثلاثة أشهر تجنيد أشخاص في لبنان لمصلحة التنظيم، ولهذه الغاية بدأ التنسيق مع أحد كوادر التنظيم في ريف حماة وتمكن من تجنيد أربعة أشخاص يحملون فكر التنظيم. وأعلم المسؤول الأمني في التنظيم بذلك. وتابع التحضير والتنسيق مع كوادر في داعش بانتظار ورود التعليمات النهائية له ولمجموعته». رعد يناقش التطورات في طهران - ذكرت وكالة «مهر» للأنباء الإيرانية أن المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي حسين أمير عبد اللهيان التقى أمس، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية اللبنانية محمد رعد يرافقه عضو الكتلة علي عمار. وأشارت الوكالة إلى أن البحث تطرق إلى «تطورات المنطقة».