شهدت جرود بلدة عرسال المتداخلة مع الأراضي السورية لليوم الثالث على التوالي اشتباكات بين «حزب الله» بمشاركة القوات والطائرات الحربية السورية وبين «جبهة النصرة». وكانت الهجمات عنفت ليل السبت- الأحد حتى فجر أمس بالتزامن مع قصف للطيران السوري الذي استهدف ب 5 غارات نقاط انتشار مسلحي «جبهة النصرة» في جرد فليطا في القلمون الغربي عند الحدود مع جرود عرسال، لتتراجع الهجمات حيناً وتشتد حيناً آخر طوال نهار أمس. وكان إعلام «حزب الله» أعلن مساء أول من أمس عن «انسحاب أكثر من 36 مسلحاً من سرايا أهل الشام من المعارك في جرود عرسال وتوجههم إلى مخيم الملاهي للنازحين شرق عرسال». ثم أفاد عن «انسحاب 200 مسلح من سرايا أهل الشام من المعارك وتوجههم إلى مخيمات النازحين في وادي حميد والملاهي بعد التنسيق مع قيادة المقاومة». وأعلن أن «مجاهدي المقاومة أحرزوا تقدماً جديداً أمس، في اليوم الثالث من بدء المعركة ضد جبهة النصرة في جرود عرسال بعد إعلان حزب الله السبت عن سيطرته العسكرية والميدانية على وادي العويني في جرود عرسال كنقطة استراتيجية لجبهة النصرة وأحد خطوط الإمداد الرئيسية الذي يربط الأراضي السورية بجرود عرسال وأنه تمت السيطرة أيضاً على مرتفع شعبة القلعة الجبلية ويعد أعلى مرتفع، 2350 متراً عن سطح البحر، ويشرف على وادي الدب والريحان في الجرود وأصبحا تحت السيطرة النارية». وذكر إعلام «حزب الله» أن «حصيلة المعارك وفق تنسيقيات المسلحين من جبهة النصرة 46 قتيلاً في جرود عرسال و23 قتيلاً في جرود فليطا في القلمون الغربي، كما اعترفت التنسيقيات بسقوط عدد كبير من الجرحى نقلوا إلى مستشفيات ميدانية في وادي حميد». ونشر على موقعه الخاص على «تويتر» خريطة تظهر بالأرقام المساحة التي سيطر عليها الحزب. وأعلن أن «64 في المئة من مساحة جرود عرسال تحت سيطرة المقاومة وتم حصر النصرة بالمنطقة المتبقية وتم تحرير 66 في المئة من مساحة جرود فليطة وحصر النصرة بمساحة حوالى 34 في المئة». وذكر أن «سيطرة النصرة قبل بدء العملية العسكرية كانت في جرود عرسال حوالى 90 كلم مربع وفي جرود فليطة ما يقارب 35 كلم مربع». وذكر موقع «العهد الإخباري» التابع ل «حزب الله» أن «المقاومة تسيطر على 70 في المئة من جرود عرسال التي كانت تخضع للنصرة». وحوالى الثانية عشرة والثلث ظهراً، قال الإعلام أن «تنسيقيات المسلحين أفادت بأن سرايا أهل الشام - الجيش الحر أعلنت وقف إطلاق النار في جرود عرسال اللبنانية تمهيداً للمفاوضات». ودخل أمس وفق المصادر نفسها «مجاهدو المقاومة إلى مقر قيادة عمليات جبهة النصرة في حقاب الخيل شرق الجرود وسيطروا على مرتفع شعبات شرف، مرتفع حقاب وادي الخيل، ضليل وادي الريحان، حقاب وادي الريحان، ووادي الريحان وحقاب التبة في الجرود». ونشر الحزب صوراً «من الميدان» وفق قوله: «لرجال الجيش السوري والمقاومة في جرود القلمون خلال عمليات تطهيرها من الإرهابيين». ولاحقاً أعلن الاعلام الحربي أن «الجيش السوري ومجاهدي المقاومة حرروا كامل جرود فليطة السورية في القلمون الغربي وانها أصبحت آمنة في شكل كامل وخالية من إرهابيي جبهة النصرة». وبعد ظهر أمس، نشر الإعلام الحزبي فيديو يظهر رفع راية الحزب والعلم اللبناني على تلة في الجرود بعد إنزال راية «النصرة». وكانت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية) أوردت أن «جرود عرسال تشهد منذ ساعات الصباح اشتباكات بين حزب الله وجبهة النصرة عند مدخل وادي الخيل مع تقدم ملحوظ له في عمق الوادي، بعد إحكام سيطرته على المرتفعات الاستراتيجية المحيطة بالوادي والمشرفة على وادي الدب». وتحدث موقع «بلدي نيوز» السوري عن أن «سرايا أهل الشام التابعة للجيش السوري الحر، عقدت أمس اتفاقاً مع ميليشيا حزب الله بوقف النار وخروج الأول من المنطقة إلى الشمال السوري، فيما لم تشمل الاتفاقية هيئة تحرير الشام (التي تضم النصرة)». وذكر أن «هذه المفاوضات تأتي بعد هجوم قوات النظام وحزب الله في المنطقة وبعد قصف جوي ومدفعي مكثف». وقال الموقع أنه «اندلعت أمس اشتباكات بينها (هيئة تحرير الشام) وبين عناصر حزب الله وتم استهداف سيارتين عسكريتين للحزب بصواريخ موجهة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من العناصر واحتراق العربتين بالكامل بالتزامن مع قصف طائرات النظام ومدفعية حزب الله على مناطق الاشتباكات». وأضاف: «في حال نجح الاتفاق سينتهي وجود المعارضة في القلمون الغربي. وتضم منطقة الجرود كلاً من سرايا أهل الشام وهيئة تحرير الشام وتنظيم داعش». وذكر «بلدي نيوز» إن «مصادر محلية أكدت أن المعارك لم تسفر عن أي تقدّم للطرفين، وتكبدت فيها ميليشيا حزب الله أكثر من ثلاثين قتيلاً وعشرات الجرحى، بنيران هيئة تحرير الشام التي تصدّت للهجوم». وعلمت «الحياة» من «اتحاد الجمعيات الإغاثية» أن دفعة من الجرحى التابعين ل «سرايا أهل الشام» دخلت أمس إلى مستشفى الرحمة بمساعدة الاتحاد، بعضهم حالاته خطرة. وتبين أن اثنين بترت ساقهما وواحد بترت يده ورابع أصيب بشظايا. وأكد مصدر عسكري ل «الحياة» أن «مدفعية الجيش استهدفت لمرة واحدة صباح أمس مجموعة من المسلحين في ضهر الصفا كانت تحاول التسلل عبر مراكزه في عرسال». وقال إن «عدد عناصر سرايا أهل الشام الذين انسحبوا إلى مخيم النازحين في وادي حميد لا يتجاوز ال100 وأنهم أحضروا معهم أسلحتهم الخفيفة بعد تركهم ثلاثة مواقع غير استراتيجية». وعصر أمس، كشف مصدر عسكري ل «الحياة» أن «استخبارات الجيش أوقفت خضر ديب الفليطي (مواليد 1978) بعد رصده، لقيامه بالعمل أمنياً لمصلحة تنظيم داعش الإرهابي وتجارة ونقل أسلحة ومتفجرات لاستهداف دوريات الجيش». دخول عائلات لبنانية وسورية وبقي ايقاع الحياة على حاله داخل بلدة عرسال، لكن غصة مقتل نائب رئيس البلدية السابق أحمد الفليطي انعكست حزناً على أجواء البلدة. وشهد مركز الجيش في وادي حميد على أطراف البلدة قدوم نازحين سوريين وعائلات لبنانية عالقة في الجرود، لطلب الدخول الى عرسال من جهة مدينة الملاهي، وجرى إدخالهم. وعلمت «الحياة» من «اتحاد الجمعيات الإغاثية» أن عدد العائلات اللبنانية والسورية التي دخلت البلدة منذ أول من أمس بلغ 104 عائلات وبينها حالات مرضية. وقال رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري ل «الحياة»، «إن الأجواء هادئة داخل البلدة لكننا سمعنا طوال الليل القصف وأصوات طائرات حربية»، فيما أكدت نائب رئيس البلدية ريما كرمبي ل «الحياة» عصر أمس أن «35 نازحاً سورياً من أطفال ونساء عبروا إلى البلدة عبر حاجز الجيش في وادي حميد حيث انتظرتهم 5 سيارات للصليب الأحمر اللبناني أقلت من كان في حال تعب وإرهاق فيما تولت جمعيات أهلية مساعدة الباقين في إيصالهم إلى حيث أرادوا داخل البلدة». وشددت على أنه «يتم التنسيق لوجستياً مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في شكل يومي في شأن إدخال النازحين من طريق محلتي المصيدة ووادي حميد اللتين يوجد فيهما حاجزان للجيش». وأكدت أن «حوالى 20 نازحاً سورياً دخلوا إلى البلدة الجمعة و430 نازحاً أول من أمس». ولفتت إلى أن «الجيش يفتح الحاجز في وادي حميد لدى وصول النازحين إليه ويقفله بعد الانتهاء من ذلك». وأكد الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة ل «الحياة» أن «الصليب الأحمر وزع مساعدات للنازحين مساء أول من أمس ضمت مواد تموينية ومياهاً بعدما تم التنسيق مع قيادة الجيش ورئيس البلدية». أهالي العسكريين: نعيش على أعصابنا - تابع حسين يوسف والد العسكري المخطوف لدى «تنظيم داعش» محمد، من خيمته في ساحة رياض الصلح التطورات الميدانية في جرود عرسال من على شاشة التلفزيون، سائلاً إذا كانت المعركة تنحصر فقط بتطهير الجرود من «جبهة النصرة»؟ وسأل باسم الأهالي: «ماذا عن المعركة ضد تنظيم داعش في ظل الضغط باتجاه معين؟ ما هو مصير أبنائنا التسعة في ظل هذا الضغط». وقال: «لا أقبل أن أكون ورقة للضغط باتجاه معين لكن نحمل كل شخص مشارك في المعركة مسؤولية مصيرهم». وأكد ل «الحياة» «أننا نعيش على أعصابنا ونشعر بخوف على سلامة العسكريين».