اتفق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون على تعزيز التنسيق بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية ومكافحة الإرهاب، فيما ترأس السيسي اجتماعاً مع أركان حكومته ناقش الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وخطوات إنشاء المحطة النووية لتوليد الكهرباء في مدينة الضبعة المطلة على البحر المتوسط (شمال غربي القاهرة)، والتي يجرى التفاوض على إنشائها مع شركة «روز أتوم» الروسية. وكان السيسي تلقى أول من أمس اتصالاً هاتفياً من ماكرون، وتعهد خلاله الرئيس المصري «مواصلة تعزيز العلاقات المصرية- الفرنسية المتميزة على مختلف الصعد وترسيخ الشراكة بين البلدين والتعاون الوثيق بينهما في جميع المجالات بما يحقق مصالح البلدين والشعبين»، مؤكداً وفقاً لبيان رئاسي مصري، «أهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين إزاء الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وأشاد السيسي ب «قوة العلاقات المصرية - الفرنسية وتميزها»، مؤكداً «أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون القائم بين البلدين وتطويره على مختلف المستويات»، منبهاً إلى أن «الأزمات في الشرق الأوسط تستلزم تعزيز الجهد الدولي المبذول من أجل التوصل إلى تسويات سياسية لها بما ينهي المعاناة الإنسانية الناتجة منها ويعيد الاستقرار إلى المنطقة ويفسح في المجال لإعادة الإعمار وتحقيق التنمية». وأشار البيان المصري إلى أن الاتصال بين الرئيسين «تناول أيضاً التطورات الراهنة التي تشهدها بعض القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الوضع في ليبيا، حيث اتفق الرئيسان على أهمية دفع الجهود الجارية للتوصل إلى تسوية سياسية في ليبيا بما يعيد الاستقرار إلى هذا البلد، ويحفظ وحدة أراضيه ومؤسساته الوطنية، ويساهم في تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة. كما أبدى الجانبان ارتياحاً لمستوى التنسيق القائم بينهما وتطابق الرؤى تجاه الأولويات الأساسية في هذه المرحلة، واتفقا على مواصلة التشاور المستمر بينهما». وترأس السيسي أمس اجتماع المجلس الأعلى للاستخدامات السلمية للطاقة الذي يضم رئيس الحكومة، ووزراء الدفاع، والخارجية، والإسكان، والكهرباء، والبيئة، والاستثمار والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة، والمال، والتعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى رئيس الاستخبارات العامة، والقائم بأعمال رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء. كما حضرت الاجتماع وزيرة التخطيط، ورئيس هيئة الطاقة الذرية، ومدير مشروع المحطة النووية في الضبعة. وأوضح الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف أنه تم خلال الاجتماع «استعراض الاستراتيجيات والآليات التي تقوم بها هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وآخر المستجدات بالنسبة للمفاوضات الخاصة بمشروع إنشاء المحطة النووية وتشغيلها لتوليد الكهرباء في مدينة الضبعة التابعة لمحافظة مرسى مطروح الساحلية»، مشيراً إلى أن الاجتماع «بحث في سبل تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية». وذكر السفير يوسف أن الرئيس المصري أكد خلال الاجتماع «ضرورة تعزيز الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في ضوء مساهماتها المتزايدة في مجالات مختلفة»، كما دعا إلى «تحقيق الاستغلال الأمثل لمشروع إنشاء المحطة النووية لتوليد الكهرباء والعمل على توطين التكنولوجيا وتطوير التصنيع المحلي وتعزيز البحث العلمي في هذا المجال». في موازاة ذلك، أكد القائد العام للقوات البرية لدى القيادة المركزية الأميركية الفريق ميشيل أكس جاريت، في اختتام زيارته القاهرة أمس، أن الشراكة مع الجيش المصري مهمة لاستقرار المنطقة. وأوضحت السفارة الأميركية في القاهرة، في بيان، أن جاريت اختتم زيارته القاهرة التي استغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها كبار المسؤولين العسكريين المصريين «للبحث في الشراكة القائمة منذ فترة طويلة بين الولاياتالمتحدة ومصر والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والمصالح المشتركة في الاستقرار والأمن الإقليميين». وأثنى المسؤول الأميركي، وفقاً للبيان، على التعاون الأمني بين مصر والولاياتالمتحدة.