شكا كوميدي أميركي يوماً من أن الولاياتالمتحدة تنفق على التسلح أضعاف ما تنفق على التعليم، والنتيجة أن عندها قنابل ذكية وأولاداً أغبياء. أقول له: «لا تشكي لي حتى لا ابكي لك»، فالغباء عندنا خالط الهواء والماء كما خالط البخل أهل مرو، وأنا من جيل ضيّع القدس، وترك أحلام الوحدة كوابيس، وكان طرد المستعمر وندم وأرسل اليه دعوة رسمية ليعود. موضوعي اليوم الغباء لا السياسة، وهو لو كان ثروة قومية لكان دخْلنا منه أعلى من دخولنا النفطية. والمشكلة هنا ان الجهل يمكن شفاؤه، أما الغباء فإلى الأبد. الجهل يعالج بالتعليم، ما يجعلني أخشى ان يكون علاجه مستعصياً، فالتعليم في بلدان عربية كثيرة سيّئ، وهناك الثري الذي قرر أن يعلّم ابنه في طائرة ليحصل على التعليم العالي. أعرف رجلاً لم يترك الحضانة إلا وهو يحلق ذقنه، وكان في العشرين عندما تعلم أن يرد التحية. واليوم ما لا يعرف يملأ عشر موسوعات، أما ما تعلم فيمكن أن يكتبه على طابع بريد تبقى فيه فراغات عندما ينتهي. المشكلة في المدرسة أننا نتعلم الجبر وهو مادة هدفها ان يسقط الطالب فيها وهو في المدرسة، وألا تنفعه بشيء عندما يتخرج. أو يتعلم التاريخ، وهو إذا لم يكن ملفقاً، فهو خرافة. وإذا كان تاريخ إسرائيل الحديث يزوَّر أمام عيوننا فكيف نصدق تاريخاً عمره خمسة آلاف سنة بحسب التقويم العبري المزور بدوره. الجغرافيا تفيد في الوصول الى البيت، وتعليم الخط ضروري لنعرف إذا كان الطالب يجيد تهجئة الكلمات، وهو في النهاية يحصل على بكالوريوس آداب لا يساوي حفنة تراب. الغبي في اختبار كتاب مفتوح ينسى الكتاب في البيت. وإذا قيل له أن يعد الأجوبة في بيته ينسى أين يسكن. وكان واحد من هؤلاء يأخذ كلبه معه الى المدرسة، فتخرّج الكلب وأعاد هو السنة الدراسية؟ أنصح القارئ ألا يناقش غبياً، لأن مثل هذه المناقشة ينتهي بين اثنين من الأغبياء. والإنسان العادي سيهزم في جدال مع غبي لأنه يهبط الى مستواه، ثم يهزمه الغبي بما عنده من خبرة. بعض الناس يجعلني أفكر في أن نظرية داروين خاطئة، لأنه لا يمكن بعد ملايين السنوات من النشوء والارتقاء أن نبقى عند مستوى غباء بعض الناس. خذوا جورج بوش الابن مثلاً، وهناك دراسات علمية عن الرؤساء الأميركيين تظهر أنه كان أغباهم. هو خاض حروباً علينا خسرها كلها، وخسرناها معه لأننا نسينا الفوز، فكانت حروب بوش أول حروب تنتهي بخاسريْن، بدل منتصر ومنهزم كالعادة. أنا واثق من أنه لو عاش بوش الابن أيام الحرب الأهلية الأميركية في القرن التاسع عشر لما وقف مع الشمال أو الجنوب المتحاربين، وإنما مع الشرق أو الغرب. أترك بوش الولد يلقي خطابات في ناس أغبى منه ويجني مئات ألوف الدولارات وأعود الى الأغبياء الآخرين. قرأت عن بعضهم انه لو كان الذكاء ذراعين لكان تمثال فينوس، ولو كان جِلْداً لكان نعلاً، ولو كان «بنزين» لما وجد عنده ما يكفي لإخراج السيارة من المرأب (الكاراج)، ولو كان ضريبة لنال إعفاء كاملاً. وقرأت أيضاً: - كيف يمكن أن يدير شركة وهو لا يعرف كيف يدير المفتاح في الباب؟ - هو في معركة الذكاء أعزل. - هناك ذكاء اصطناعي. هو نتيجة تجربة في المختبر على الغباء الاصطناعي. - لو زاد معدل ذكائه خمس نقط لأصبح في ذكاء نبتة. - ضيّع أمه في السوق فسأل الناس: هل رأيتم امرأة من دون ابنها. - كان غبياً إلا إنه نجح في قلب نفسه 360 درجة. - ربما ليس أغبى من حمار، الا أنه أيضاً ليس أذكى من حمار. - عنده عقلان، واحد ضاع والثاني يفتش عليه. وأترك القارئ مع مقارنة بين النساء والرجال من دون تعليق. المرأة تريد رجلاً يحبها، يفهمها، يدللها، يشتهيها، يعطف عليها. الرجل يريد تذكرة لكأس العالم. [email protected]