بروكسيل، لندن، باريس - «الحياة»، أ ف ب، رويترز- حذت أوروبا أمس حذو الولاياتالمتحدة ودعت الحكومة المصرية إلى الانصات لصوت المحتجين. وحضّت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون القاهرة على «احترام» حق المواطنين في التظاهر سلماً دفاعاً عن حقوقهم. وقالت آشتون في بيان أمس «إن حرية التعبير والحق في التجمع سلمياً هما من الحقوق الأساسية لكل كائن بشري. أدعو السلطات المصرية إلى احترام وحماية كامل حقوق مواطنيها في التعبير عن تطلعاتهم السياسية من خلال تظاهرات سلمية». وأضافت: «يجب الانصات بانتباه إلى الأصوات التي تدعو إلى الاحترام التام لحقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية». وفي لندن، حضّ وزير الخارجية ويليام هيغ الحكومة المصرية على الاستماع إلى هموم المتظاهرين. وقال في تصريح صحافي: «نشعر بالأسف العميق لوقوع قتلى في التظاهرات التي جرت في مصر. يتعين على كافة الأطراف إبداء ضبط النفس وتجنب العنف. من الضروري أن تستمع الحكومة المصرية لهموم المتظاهرين واحترام حرية التجمع والتعبير عن الرأي، حيث يعتبر الانفتاح والشفافية والحرية السياسية من المبادئ المهمة للاستقرار. ونحن نهيب بالحكومة المصرية والمتظاهرين السعي لتسوية الأمور سلمياً». ونصح الرعايا البريطانيين «بتجنب التجمعات السياسية والتظاهرات». وكرر هيغ موقفه أمس وقال إن «من المهم في هذه الحالة الاستجابة ايجاباً للمطالب الشرعية من أجل الإصلاح، من أجل التقدم إلى أمام في مجال الانفتاح والشفافية والحرية السياسية الأكبر، وهذه هي نصيحتي للقادة المصريين ولكثير من القادة في أنحاء العالم العربي». ودعت وزارة الخارجية الفرنسية السلطات المصرية إلى احترام حرية التعبير. وقال الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو خلال لقاء صحافي: «ننتظر من السلطات العامة المعنية أن يتم احترام الحريات العامة ولا سيما حرية التعبير بشكل فعلي». ورداً على سؤال عما اذا كانت فرنسا تعتبر ان السلطات المصرية تستخدم القوة بشكل غير متكافئ في قمع التظاهرات ما أدى الى سقوط ستة قتلى وعشرات الجرحى، قال فاليرو: «لا يعود لفرنسا ان تتدخل في الشؤون الداخلية المصرية». وأضاف فاليرو: «اننا في المقابل نراقب باهتمام مع شركائنا احترام الحريات الفردية والعامة، انه عنصر مهم في الحوار والتعاون القائمين بين الاتحاد الاوروبي ومصر». وقال: «نراقب باهتمام معاملة ومصير مئات الاشخاص الذين اعتقلوا إثر التظاهرات في الايام الاخيرة». ودعت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس واشنطن الى محاولة اقناع الرئيس المصري حسني مبارك بإجراء محادثات مع المجموعات المعارضة التي تقود أكبر الحركات الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة عقود. وكتبت الصحيفة أن «على الإدارة اقناعه (مبارك) بقبول شرعية الاحتجاجات والبدء في التحدث مع مجموعات المعارضة»، واصفة الاحتجاجات بأنها لحظات حرجة في العلاقات المصرية - الأميركية. وأضافت أن «مصر بحاجة إلى التغيير، والانتقال السلمي سيكون الأفضل للجميع». وأشادت الصحيفة بالرئيس الأميركي باراك اوباما لتجاوزه اجندة نشر الديموقراطية التي تبناها سلفه جورج بوش والتي كانت «قائمة على التدخل العسكري والخطاب الفارغ». وقالت الصحيفة انها تشعر بالتعاطف مع الآلاف الذين خرجوا الى شوارع القاهرة مطالبين بالتغيير. وأضافت: «نتعاطف مع مشاعر الإحباط والغضب الذي يدفع عشرات آلاف المصريين الى شوارع القاهرة وغيرها من المدن هذا الأسبوع في أضخم تظاهرات تشهدها البلاد منذ سنين».