بدأت في جنيف جولة سابعة من محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة برعاية الاممالمتحدة، وسط آمال ضئيلة بإمكان تحقيق أي تقدم في العملية السياسية لانهاء النزاع المستمر منذ أكثر من ست سنوات. وقال مبعوث الاممالمتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا الذي يبذل جهوداً منذ سنوات لايجاد حل للأزمة السورية: «سنعمل بشكل مكثف جداً». وشدد المبعوث الأممي على أن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية يمتلك فرصة كبيرة للنجاح، مؤكداً أن»العالم يشهد الآن مرحلة تبسيط أحد أعقد الأزمات في الزمن الحاضر». وقال دي مستورا في مؤتمر صحافي على هامش جنيف إن «مناطق خفض التصعيد لا يجب أن تؤدي إلى تقسيم سورية»، مشيراً إلى أن ما حدث في الموصل سيتحقق قريباً في الرقة. وتابع: «مرحلة إرساء الاستقرار في سورية قد تعقب مرحلة عدم التصعيد، وربما تكون لها الأولوية بعد تحرير الرقة... نشهد فرصة لتبسيط النزاع السوري، ويجب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية». وحول مسار جنيف، قال دي ميستورا إن جنيف جزء من مقاربة سياسية شاملة في سورية، مضيفًا: «نحن لا نعمل في فراغ... محادثات جنيف مرتبطة بمحادثات آستانة». وتابع: «أحرزنا بعض التقدم في آستانة ولا داعي لتوقع الكثير من مفاوضات جنيف». ورداً على سؤال عما إذا كانت نهاية الأزمة في سورية قد أوشكت، قال المبعوث الأممي: «الظروف مهيأة واحتمالات تحقيق تقدم الآن أكبر» مما شهدناه في الماضي»، مؤكداً أنه من «أجل القضاء على داعش لا يكفى طرده من الرقة بل علينا التوصل إلى حل سياسي». وبدأت الجولة الجديدة بلقاء بين دي ميستورا والوفد الحكومي السوري ويرتقب أن تستمر مفاوضات جنيف حتى 14 تموز (يوليو). وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الوفد الحكومي السوري برئاسة الجعفري عقد جلسة محادثات مع دي ميستورا في مقر الأممالمتحدة في جنيف في مستهل الجولة السابعة من الحوار. وتأتي جولة المفاوضات غير المباشرة هذه غداة سريان وقف لإطلاق النار في ثلاث محافظات في جنوب سورية، بموجب اتفاق روسي- اميركي- اردني بناء على مذكرة مناطق خفض التصعيد التي تم اقرارها في محادثات آستانة في أيار (مايو). ويستكمل طرفا النزاع السوري بحث جدول الاعمال السابق المؤلف من أربع سلات هي الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الارهاب بالتزامن مع اجتماعات تقنية تتناول «مسائل قانونية ودستورية». ولم تحقق جولة المفاوضات الاخيرة في جنيف التي انتهت في 19 أيار أي تقدم ملفت على طريق انهاء النزاع الذي تسبب بمقتل اكثر من 320 الف شخص منذ اندلاعه في العام 2011. وأقر دي ميستورا في احاطة قدمها إلى مجلس الامن إثر انتهاء الجولة السابقة بوجود هوة عميقة بين الطرفين حيال القضايا الاساسية، لافتاً الى أن ضيق الوقت احبط عملية التقدم. وقال الناطق باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» يحيى العريضي ل «فرانس برس» إن وفد المعارضة يشارك «بتوقعات متواضعة»، مضيفاً انهم سيبحثون «جدول اعمال الجولة السابقة، أي المحاور الاربعة». وافاد «الهدف من مشاركتنا في جنيف هو الإبقاء على شيء من الزخم للحل السياسي، في ضوء محاولات روسيا حرف الاهتمام باتجاه آستانة التي تريد تصميمها كما تشاء».