استأنفت قوات النظام قصفها العنيف لحيي برزة وتشرين بالعاصمة دمشق، بعد إنذار ليوم واحد وجهته للمعارضة المسلحة للاستسلام والرحيل إلى مناطق في الشمال السوري، في وقت غادر أكثر من ألفي مسلح وعائلاتهم حي القابون الدمشقي، بعد محاصرة النظام لهم في جيب صغير من الحي، جراء تعرضه إلى مئات الغارات الجوية والصاروخية على مدى 80 يوما تقريبا. وكان الهيئة العليا للمفاوضات قد لوحت بمقاطعة جنيف 6، بسبب استمرار جرائم النظام واستخدامه سياسة التهجير القسري التي يتبعها في العاصمة دمشق وريفها. إلى ذلك، أكد مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا أمس، أن الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية ستنطلق الجمعة أو السبت المقبلين، مرجحا أن تستمر خلال شهر رمضان المقبل. حلول ضعيفة كشف دي ميستورا أن الجولة الجديدة من المفاوضات ستركز على قضايا سياسية وإنسانية، مؤكدا أن أعمال العنف تعيق العمليات الإنسانية في سورية، واعدا بأن يواصل ممارسة الضغوط لتنفيذ اتفاق مناطق خفض التصعيد. قالت مصادر داخل المعارضة إن تصريحات دي ميستورا تشير إلى أن الوفود ستحضر مفاوضات جنيف المقبلة، وهو الأمر الذي يتناقض مع تصريحات رأس النظام بشار الأسد الذي أشار إلى عدم جدوى المفاوضات، وركز على مفاوضات أستانة بدعوى ما أسماها المصالحة المحلية. وبحسب مراقبين، لم تنجح مفاوضات السلام السابقة في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، حيث لا يزال النظام السوري، مدعوما بالطيران الروسي والميليشيات الإيرانية، يرتكب خروقات متعددة لاتفاقية تخفيف التصعيد في المناطق المتفق عليها رفض الدور الإيراني يرأس وفد النظام السوري مندوب النظام الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، في حين يرأس وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة، نصر الحريري، ويتولى محمد صبرا مهمة كبير المفاوضين.. وكانت أطراف النزاع قد بدأت في الجولة الأخيرة في مارس الماضي، مناقشة السلال الأربعة التي يتألف منها جدول الأعمال، وهي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، فيما كانت المفاوضات تجري بين كل طرف ودي ميستورا بدلا من وجود لقاءات مباشرة. وفي مفاوضات أستانة 4 التي جرت مؤخرا في العاصمة الكازخية تمسكت المعارضة برفضها وجود أي دور لإيران في تحديد مستقبل سورية، مؤكدة أنها جزءا من المشكلة وليس الحل.