دمشق، المنامة، أنقرة - أ ف ب، يو بي آي - أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد «وقوف سورية مع شعب لبنان وديموقراطيته ومع دور المؤسسات المعنية بالتغييرات فيه». واعتبر في تصريح على هامش مشاركته في الاحتفال برفع العلم الكويتي فوق مقر السفارة في دمشق، ان ما يجرى الآن في لبنان «أحداث داخلية تتعلق بتغييرات فرضتها الأوضاع الداخلية». وعن موقف بلاده من بعض الأصوات في لبنان التي تحاول ان تقارن بين ما حصل بين العراق والكويت ويحصل بين سورية ولبنان، قال: «هذه المقارنة لا تخطر إلا بأذهان المتخلفين عقلياً الذين لا يفهمون ما يحدث في هذه المنطقة... سورية وقفت في شكل كامل ضد احتلال بلد عربي من قبل بلد عربي آخر ولذلك لا يوجد أي تشابه بين هاتين الحالتين على الإطلاق». وأعرب المقداد عن «الأمل في أن يتجاوز لبنان الشقيق هذه الظروف لكي يخرج بحكومة تعبر عن رأي الشعب اللبناني وعن مؤسساته وعن برلمانه وان ترسم علاقات متطورة جداً بين سورية ولبنان». ورحّبت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من الحكومة السورية بتكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة، معتبرة ذلك «إنقاذاً وكشفاً للمؤامرة والتضليل الذي تمارسه القوى الغربية وأدواتها في الداخل اللبناني». وقالت الصحيفة ان ميقاتي «مكلف تشكيل حكومة الإنقاذ»، مؤكدة أن «لبنان لم ينقلب على نفسه وما انقلب هو مجرد ظرف زمني سياسي أمسك به بعضهم وحاول استغلاله بالطريقة الخطأ وفي غير مصلحة لبنان». وأضافت ان فريق رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وحلفائه (14 آذار) «لم يستطع تقبل الهزيمة السياسية وفق منطق اللعبة الديموقراطية ومسارها الدستوري ولن يكون مقبولاً ان تهاجم هذه الجوقة (فريق 14 آذار) ميقاتي وهو ابن الشمال الذي حقق افضل النتائج في الانتخابات الأخيرة التي أفرزت البرلمان الجديد كما انه هو ذاته الذي أمسك بحكومة انتقالية بعد اغتيال (رئيس الوزراء السابق رفيق) الحريري مضحياً بترشيح نفسه للانتخابات آنذاك». وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي ماركوس كبريانو في المنامة: «نؤكد ضرورة استقرار لبنان وتفاهم قياداته وطوائفه ضمن الدستور اللبناني»، مضيفاً: «نأمل في ان يشكل اللبنانيون حكومة وحدة وطنية من دون استبعاد لأي طرف». وحذر من ان «انزلاق لبنان الى اي نوع من المشكلات لن يخدم الاستقرار في المنطقة... ويتعين عدم استبعاد اي طرف». وحضّت تركيا الأطراف اللبنانيين «على تغليب المنطق والامتناع عن استخدام العنف». ونقلت وكالة «أنباء الأناضول» عن الناطق باسم وزارة الخارجية سلجوق أونال قوله إن بلاده «تعلق أهمية كبرى على استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه»، داعياً كل الأطراف إلى «الامتناع عن استخدام العنف والتصرف بطريقة معتدلة وديموقراطية وبمنطق». وأشار إلى أن تركيا «تراقب الأوضاع في لبنان عن كثب وتأمل في أن يتوصل الأطراف إلى تسوية في شأن الأزمة الحكومية من خلال الوسائل الديموقراطية». وحذّر من أن المنطقة «قد تكون عرضة لعدم الاستقرار والانفصال، وسيتعرض الشعب اللبناني للأذى في حال تصاعد التوتر والانقسام». وحذّرت الحكومة الألمانية في أول تعليق لها على التغيير السياسي الحاصل في لبنان «من انزلاق البلد إلى مرحلة من انعدام الاستقرار فيه»، وطالبت جميع القوى السياسية اللبنانية ب «التصرف بصورة مسؤولة وبنّاءة وتشكيل حكومة تتماشى مع ما ينص عليه دستور البلاد، وتعكس الإرادة المستقلة للشعب اللبناني». وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه رداً على سؤال ل «الحياة» إن حكومته «تتابع بدقة واهتمام التطورات في لبنان لما لها من تأثير إقليمي أيضاً». وتابع أن برلين تنتظر من رئيس الحكومة اللبناني المكلف نجيب ميقاتي، وبغض النظر عن الأكثرية النيابية الجديدة، إجراء اتصالات وثيقة مع جميع القوى في البلد وتشكيل حكومة تعمل على صون الاستقرار فيه. وزاد: «ان تكليف ميقاتي بتشكيل حكومة وضع جديد غير سهل». وأضاف بيشكه «أن المطلوب من جميع الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية التصرف بمسؤولية في ما يخص العلاقة مع المحكمة الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بطلب من الأممالمتحدة وموافقة لبنان». ورأى أن حكومته تعتقد أن الحكومة الجديدة المرتقبة «ستكون واعية لمسؤوليتها تجاه المحكمة الدولية». وعن الدور الذي تلعبه سورية حالياً في لبنان والمنطقة قال بيشكه إن برلين تنتظر من دمشق «أن تلعب دوراً يساعد على استقرار لبنان والمنطقة، وأن تعي مسؤوليتها في تفادي التدخل في شؤون الدول الأخرى والتأثير في الاستقرار فيها». وكشف أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون مطلع الأسبوع المقبل التطورات الأخيرة في تونس وبلاد المغرب الكبير ولبنان وروسيا البيضاء، مشيراً إلى أن وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله سيتغيب لهذا السبب على الأرجح عن الاجتماع الحكومي الألماني - الإسرائيلي السنوي الذي سيعقد هذه المرة في إسرائيل.