اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوروبان على تعزيز الشراكة في مختلف المجالات، خصوصاً في ملفي الأمن والاقتصاد، وشدد على «سبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب وأهمية تضافر الجهود الدولية لدحره، فضلاً عن التعامل مع الجهات والدول المساندة للإرهاب لوقف هذا الدعم». وكان السيسي وصل إلى هنغاريا أول من أمس في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام وكان في استقباله وزير الدفاع الهنغاري وعدد من كبار المسؤولين، قبل أن يبدأ نشاطه الرسمي أمس بلقاء رئيس الوزراء، الذي أكد اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها مع مصر في ضوء محورية دورها في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً دعم هنغاريا لمصر في دفع عملية الإصلاح الاقتصادي والتنمية. وبالمثل، أكد السيسي حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع هنغاريا في مختلف المجالات، خصوصاً في ظل العلاقات القوية الممتدة بين البلدين. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، أن السيسي عرض خلال المحادثات تطورات الأوضاع في مصر، مشيراً إلى الخطة التي تتبناها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي. وأوضح يوسف أن اللقاء تناول بحث أهم القضايا التي يشهدها الشرق الأوسط، خصوصاً الأزمات التي تعاني منها بعض الدول العربية، وتداعياتها على أمن منطقة المتوسط، حيث اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها، بما يساهم في تلبية طموح شعوب تلك الدول في التمتع بحياة آمنة ومستقرة. واتفقا كذلك على ضرورة مكافحة الهجرة غير المشروعة من خلال منظور شامل، والعمل للقضاء على الأسباب الرئيسية التي تشجع على تلك الظاهرة. كما تم عرض آخر التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب الذي بات يهدد مختلف دول العالم، حيث تم التأكيد على أهمية تكاتف المجتمع الدولي للتعامل مع التنظيمات الإرهابية. وفي مؤتمر صحافي مشترك أعقب المحادثات، أكد السيسي أنه «لا تمييز بين المصريين على أساس ديني. ومن حق كل المصريين توفير الحماية والأمان والحقوق لهم جميعا من دون استثناء»، مشيراً إلى أنه تمت مناقشة «سبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب وأهمية تضافر الجهود الدولية لدحر الإرهاب. وأوضحنا الرؤية المصرية في أهمية وضرورة التعامل مع الجهات والدول المساندة للإرهاب لوقف هذا الدعم». وأضاف: «ناقشنا ضرورة العمل من أجل وضع حد لتشريد الأبرياء واللاجئين في المنطقة وأوضحت العبء الذي يقع على كاهل مصر من أجل تأمين الحدود البحرية لها وتوفير حياة كريمة للاجئين المقيمين بها»، مشيراً إلى «أننا بحثنا أيضاً آخر التطورات في المنطقة خصوصاً سورية وليبيا وضرورة وضع حلول سلمية ووضع حد لهذه الصراعات، وأهمية إيجاد تسوية سلمية للصراع العربي- الإسرائيلي بما يسمح بتحقيق حل إقامة دولتين». أما رئيس وزراء هنغاريا فوصف لقاءه بالسيسي ب «الاستثنائي. فهنغاريا ترأس تجمع الفيشجراد وغداً (اليوم) سنجري محادثات بين دول التجمع ومصر بحضور الرئيس السيسي»، وأضاف: «مصر جارة لنا، وبلد مؤثر جداً في بيئته ولها تأثير مباشر. ومصلحة هنغاريا في استقرار مصر ليس فقط عسكرياً وأمنياً ولكن أيضاً اقتصادياً ... بلادنا ترى أن أوروبا يجب أن تساهم في تأمين استقرار الاقتصاد المصري... وفيشجراد سيساهم في ذلك وسنبرز أهمية المحادثات الدائمة بين أوروبا ومصر وتحقيق شراكة اقتصادية مصرية أوروبية بعيدة الأمد. وتستطيعون الاعتماد علينا في المستقبل». وقال مخاطباً السيسي: «يمكن أن تثقوا بنا دائماً. ونعرف أن صراع مصر مع الإرهاب هو شرط أساسي لتأمين الاستقرار في أوروبا، ومصر تدافع عن هنغاريا وأوروبا في شكل عام. ومن مصلحتنا أن يكلل صراعكم مع الإرهاب بالنجاح، ونكن لكم التقدير بأنكم تدافعون عن المسيحيين في الشرق ونشكركم على التزامكم تجاه المسيحيين»، وأعلن أن محادثات فيشجراد «ستناقش القضايا الأمنية وسنطلق مشروعاً للتعاون (مصري وهنغاريا)».