يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم زيارة إلى روسيا يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي الواقعة على البحر الأسود، حيث سيناقشان مكافحة الإرهاب وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ومن المقرر أن يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السيسي في مطار سوتشي صباح اليوم، على أن يقام عرض للآليات العسكرية على شرف الرئيس في المطار أثناء الاستقبال، ثم يتوجه موكب السيسي إلى القرية الأوليمبية ليلتقي بوتين. وسيقوم الرئيسان بجولة في القرية الأوليمبية ثم يتوجهان إلى مقر الرئيس الروسي في سوتشي لعقد لقاء ثنائي مغلق للبحث في القضايا الملحة في العلاقات الثنائية وعلى المستوى الإقليمي والدولي. وبعدها سيتوجه الرئيسان إلى الميناء البحري في سوتشي على متن سفينة عسكرية روسية ليتفقدها السيسي، ثم يعقد لقاء مغلق بين الرئيسين على متن السفينة المذكورة لمواصلة المحادثات بينهما، ويشهد الرئيسان في المساء عرضاً رياضياً فنياً يعقبه عشاء على شرف السيسي. وتأتي الزيارة بعد بضعة أسابيع من اعتذار السيسي عن عدم قبول دعوة من واشنطن لحضور القمة الأميركية- الأفريقية التي أوفد إليها رئيس الوزراء إبراهيم محلب. وأكد مسؤول مصري ل «الحياة» أمس أن الوفد المرافق للسيسي «لا يضم مسؤولين عسكريين»، مشيراً إلى أن «التعاون العسكري تم حسمه في وقت سابق بحصول مصر على أسلحة روسية متعددة الأنواع بدأت بالفعل في التدفق إلى القاهرة خلال الفترة الماضية، وستشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التعاون في هذا المجال». وقال الناطق باسم الرئاسة إيهاب بدوي، إن محادثات السيسي وبوتين ستتناول «مجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمها الأوضاع في قطاع غزة، فضلاً عن ليبيا، اتصالاً بالتداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية، إلى جانب الأوضاع في العراق وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية، وكذا الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها». وأضاف أن «من المقرر أن يتطرق اللقاء كذلك إلى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي، وتكثيف التعاون في المجالات كافة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، لا سيما في ضوء حاجة المجتمع الدولي إلى جهد جماعي لدحره والقضاء عليه». وأكد أن الزيارة ستشهد البحث في «سبل التعاون الثنائي وتنمية العلاقات بين الجانبين في المجالات كافة، في ضوء ما سبق أن أعلنه الرئيس السيسي من حرص مصر على توسيع علاقاتها الدولية والانتقال بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً مع دول العالم الصديقة والمحبة للسلام التي تتشارك مع مصر في قيم عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام كرامة الشعوب وإرادتها الوطنية الحرة». وأوضح أنه «سيتم إطلاع الجانب الروسي على التطورات السياسية والاقتصادية في مصر، خصوصاً ما يتعلق بالشقين الاقتصادي والاستثماري، إذ تعكف مصر على صوغ حزمة تشريعية جديدة لتحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية، وبينها الاستثمارات الروسية التي سيكون مرحباً بها في مصر، فضلاً عن تطوير التعاون في المجال السياحي نظراً إلى كون روسيا من أكبر الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، وكذا التعاون الثقافي والعلمي والتكنولوجي». وقال وزير الصناعة والتجارة منير فخري عبدالنور في بيان أمس، إنه سيزور موسكو مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل على رأس وفد من رجال الأعمال والمصدرين المصريين «للبحث في تلبية حاجات السوق الروسية من المنتجات المصرية، خصوصاً الحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية». وأشار إلى أن هذه الزيارة «تأتي بعد إعلان الحكومة الروسية رغبتها في التوسع باستيراد احتياجاتها الغذائية من مصر وعدد من الدول ومنها المغرب والصين». وتسعى روسيا إلى فرض حظر موسع على واردات الأغذية من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وقررت بالفعل تعليق واردات الدواجن الأميركية، في إطار قرار الرئيس الروسي بحظر أو تقييد استيراد المنتجات الزراعية من الدول التي فرضت عقوبات على بلاده بسبب دعمها للمتمردين في أوكرانيا.