يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الأحد) زيارة رسمية إلى العاصمة الهنغارية بودابست، تركز على بحث تعزيز التعاون بين البلدين في الملفين الاقتصادي ومكافحة الإرهاب، كما يشارك في قمة تجمع «الفيشغراد» الذي يضم تشيخيا وبولندا وسلوفاكيا إلى جانب هنغاريا. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، أن أهمية الزيارة تتمثل بشقين: الأول بالمشاركة في أعمال القمة للمرة الأولى، بالإضافة إلى التعاون الثنائي لتعزيز العلاقات المصرية- الهنغارية. وأوضح أن السيسي سيبدأ نشاطه الرسمي في بودابست غداً (الاثنين) بلقاء قمة مع رئيس الحكومة الهنغارية أوروبان، يبحث خلالها تعزيز العلاقات بين البلدين، كما يجري الرئيس المصري سلسلة من اللقاءات مع رئيس جمهورية هنغاريا ورئيس البرلمان. وأكد السفير علاء يوسف أن القاهرة وبودابست حريصتان على تعزيز العلاقات في شكل كبير، ورأى أن دعوة مصر للمشاركة في قمة «الفيشغراد» يعكس «تقديراً واهتماماً كبيرين من جانب دول هذا التجمع الاقتصادي المهم الذي يشكل خامس أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية والثاني عشر على مستوى العالم»، ولفت إلى ان «حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع دول التجمع يعكس التنوع الذي تنتهجه السياسة الخارجية المصرية خلال الفترة الحالية، مشيراً الى انه لفترات طويلة كان التركيز تقليدياً في جهود تطوير العلاقات مع دول شمال أوروبا وبخاصة المتوسطية مثل إيطاليا واليونان وقبرص وغيرها على اعتبار أنهم الأقرب لنا والأكثر استيعاباً لظروف المنطقة، ولكننا اليوم نتحدث عن مجموعة جديدة من دول الاتحاد الأوروبي، ونافذة مختلفة وقوية على القارة الأوروبية». وأكد أن المواضيع المقرر أن يبحثها الرئيس السيسي مع الزعماء الأربعة والمدرجة على جدول أعمال القمة تعكس الرؤية المشتركة بين مصر ودول التجمع، والتي يأتي على رأسها سبل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ومواجهة الدول الداعمة له، إلى جانب وقف الهجرة غير الشرعية من خلال القضاء على أسبابها، إلى جانب أمن الطاقة. وكان السيسي عقد أمس اجتماعاً ضم رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، ووزراء الدفاع، والداخلية، والعدل، والتموين، إضافة إلى رئيسي الاستخبارات العامة وهيئة الرقابة الإدارية، ناقش خلاله الإجراءات التي تتخذها الحكومة للتوسع في شبكات وبرامج الحماية الاجتماعية. وطالب السيسي بسرعة تنفيذ حزمة الإجراءات الحمائية وتعزيز برامج الضمان الاجتماعي، وكما تطرق الاجتماع إلى إجراءات ضبط أسعار السلع الأساسية في الأسواق، وتشجيع التصنيع المحلي. وأعرب السيسي عن تقديره وإدراكه حجم المعاناة التي يتعرض لها المصريون وتحملهم بشجاعة وصبر تداعيات الإصلاح الاقتصادي نتيجة المشكلات التي تراكمت على مدار العقود الماضية، مشدداً على ثقته في وعي المصريين وتفهمهم أهمية تلك الخطوات هو الذي سيُمكّن مصر من تجاوز هذه المرحلة وتحقيق الواقع الأفضل الذي تستحقه. وشهد الرئيس المصري أداء حلف اليمين القانونية لرؤساء الهيئات القضائية الجدد: مجدي محمود طه أبو العلا رئيس محكمة النقض والمستشار حسين عبده خليل حمزة رئيس هيئة قضايا الدولة، والمستشارة رشيدة محمد أنور فتح الله رئيس هيئة النيابة الإدارية، قبل أن يجتمع بهم مؤكداً حرصه على «ترسيخ دولة القانون القائمة على العدل والمساواة، واحترام مؤسسة القضاء باعتبارها إحدى المؤسسات الوطنية المهمة في الدولة وتحقيقاً لمبدأ الفصل بين السلطات الذي أقره الدستور»، مشيراً إلى «أهمية العمل المتواصل لتمكين المصريين من حقوقهم وضمان حرياتهم وتعريفهم بمسؤولياتهم». ومنح السيسي وسام الجمهورية من الطبقة الأولى لمصطفى جمال الدين رئيس محكمة النقض السابق، والمستشار علي زكي نبوي رئيس هيئة قضايا الدولة السابق، والمستشار على محمد محمد رزق رئيس هيئة النيابة الإدارية السابق. إلى ذلك، وصل إلى القاهرة أمس رئيس لجنة السياسة والأمن في مجلس النواب الأميركي روجر ويكر، على رأس وفد في زيارة لمصر تستغرق أياماً، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين لبحث القضايا والملفات المشتركة بين البلدين، خصوصاً سبل مكافحة الإرهاب.