اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الخميس) زيارة رسمية لموسكو استمرت ثلاثة أيام، أجرى خلالها محادثات وصفت ب "المهمة" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من المسؤولين بينهم وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورؤساء الشركات الروسية الكبرى، إضافة إلى لقاءين على هامش الزيارة مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وهيمن ملفا الاقتصاد ومكافحة الإرهاب على الزيارة، وهي الثالثة للرئيس المصري منذ توليه الرئاسة. واستهل السيسي نشاطه الرسمي في موسكو باستقبال الشيخ محمد بن زايد، وركز اللقاء على «تعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة، لا سيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة، والتي تتطلب تضافراً للجهود وبناء استراتيجية عربية مؤثرة وقادرة على مواجهة التحديات المختلفة، خصوصاً المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف». وتم التأكيد خلال اللقاء على «الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي، لا سيما في ظل اتساع دائرة انتشار الإرهاب»، ودعا الجانبان المجتمع الدولي إلى «الاضطلاع بمسؤولياته والمساهمة في شكل جاد وعملي في إيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة». من جهة ثانية، ناقش الرئيس المصري مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أوضاع دول المنطقة. واتفق الزعيمان على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية لمواجهة خطر الإرهاب، مؤكدان أهمية مواصلة التنسيق والتعاون في المجالين العسكري والأمني على المستويين الثنائي والعربي. وشدد السيسي والملك عبد الله على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية لإنهاء معاناة الشعب السوري وحفظ وحدة أراضي سورية وسلامتها. وفي مؤتمر صحافي مشترك تلا محادثاته مع بوتين، شدد الرئيسان على أهمية تشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب. وقال الرئيس الروسي ان المحادثات تناولت سبل التصدي للإرهاب، وخصوصاً تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، مؤكداً أن «هناك تطابقاً في الرؤية مع مصر حول ضرورة تكثيف جهود مكافحة الإرهاب الدولي». وأشار إلى أنه اتفق مع السيسي على تعزيز التعاون على الساحة الدولية بما يحقق المصالح المشتركة، مؤكداً أن المحادثات تناولت أيضاً الأوضاع في الشرق الأوسط. من جانبه، قال السيسي: «نسعى إلى ترسيخ شراكتنا في المستقبل، خصوصاً في ظل المواقف الشجاعة التي اتخذتها روسيا لدعم خيارات الشعب المصري في الوقت الذي واجهت فيه مصر تحديات جسيمة وغير مسبوقة». وتابع أن المحادثات ركزت «على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية وفق وثيقة جنيف، إضافة إلى ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية». وقال السيسي إنه بحث مع بوتين الوضع في العراق واليمن وآخر التطورات على الساحة الليبية، بالإضافة إلى سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب التي تهدد الجميع. وعلى الصعيد الاقتصادي، ناقش الرئيس المصري مع رئيس شركة «روس نفت» الروسية إيغور سيتشين «إمكان استفادة الشركة من الموقع الجغرافي المتميز لمصر وما تتمتع به من إمكانات لوجيستية، بما يتيح لها تخزين منتجاتها النفطية في مصر وتوريدها إلى مختلف الوجهات، لا سيما منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية». وأكد سيتشين أن الشركة تدرس مشاريع عدة لزيادة نشاطها في مصر، خصوصاً بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، مشيراً إلى «رغبة الشركة في المساهمة في تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس». وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف بأن المفاوضات ما زالت جارية مع موسكو حول اتفاق إنشاء محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مدينة الضبعة، شمال غربي مصر، في إطار مذكرة التفاهم الموقعة خلال زيارة بوتين للقاهرة في شباط (فبراير) الماضي، للتعاون في مجال الطاقة النووية. وكشف أن «لجنة روسية رفيعة المستوى ستصل إلى القاهرة خلال أيام للعمل على بدء الخطوات التنفيذية لإنشاء منطقة صناعية روسية في أقرب وقت ممكن".