اتفق الإسرائيليون على اعتبار خطوة وزير الدفاع ايهود باراك الانفصال عن حزب "العمل" الذي يتزعمه منذ أربع سنوات وتشكيل حزب جديد، مع أربعة نواب آخرين يحمل اسم "استقلال"، تنم عن انتهازية رافضين تبريراته بأنه يتخذها من أجل وضع مصالح إسرائيل في سلم الأولويات. وقال 82 في المئة في استطلاع أجراه معهد "داحف" لمصلحة صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الدافع الرئيس لخطوة باراك هو "رغبته في الاحتفاظ بكرسي وزير الدفاع" فيما رأى 11 في المئة فقط أن باراك اختار "مصلحة الدولة". وقال 53 في المئة إن باراك تسبب في تفكيك حزب "العمل". وتوقع 66 في المئة أن تؤدي خطوة باراك إلى نهاية حياته السياسية. وقال 53 في المئة إن انسحاب باراك من "العمل" سيقضي على الحزب بينما رأى 28 في المئة أنه سيقوّي الحزب. وأكد الاستطلاع أنه لو جرت انتخابات عامة في إسرائيل اليوم لحاز حزب بارك الجديد على مقعدين فقط في أحسن الأحوال بينما يحصل "العمل" على ثمانية مقاعد. ويحافظ "ليكود" تقريباً على تمثيله البرلماني الحالي فيحصل على 26 مقعداً (27 حالياً). كما يحصل حزب "كديما" المعارض على عدد المقاعد ذاته (28 حالياً) وحزب "إسرائيل بيتنا" المتطرف بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على 14 مقعداً (15 حالياً) وحركة "شاس" الدينية الشرقية على 10 مقاعد (11 حالياً). ورشح 20 في المئة من المستطلعين الوزير المستقيل اسحاق هرتسوغ لزعامة الحزب واختار 18 في المئة الزعيم السابق للحزب عمرام متسناع وهي النسبة ذاتها التي تحصل عليها النائبة شيلي يحيموفتش. إلى ذلك حملت تعليقات أبرز المحللين في الشؤون الحزبية هجوماً كاسحاً على باراك و"الصفقة المعيبة والقبيحة" أو "السلوك الانتهازي بلا حدود" و"الخطوة التي تثير التقزز والقرف من السياسة". ووصفه أحد المعلقين بأنه تحول من شريك في الحكومة إلى مجرد "متعاون" مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو "الذي اشترى باراك ورفاقه مقابل حفنة من المناصب الوزارية". وأضاف آخر ان "باراك أثبت أن أول وجلّ ما يعنيه هو نفسه لا مصلحة إسرائيل". كما أكدت أن الحكومة الحالية لم تعد حكومة وحدة وطنية كما حلا لنتانياهو تسويقها في العالم إنما أضحت أكثر يمينيةً قد تتمتع باستقرار أفضل، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن خطوة باراك تعزز نفوذ كل من حزب "إسرائيل بيتنا" وحركة "شاس" وتضعف رئيس الحكومة إذ أن باستطاعة كل منهما إسقاط الحكومة متى رغب في ذلك، أو ابتزاز مواقف متشددة أكثر من الحكومة من دون أن يكون لباراك أي تأثير.