أكد مدافع المنتخب الأردني سليمان السلمان مقدرة منتخب بلاده على الاستمرار في تقديم حضور لافت في البطولة الآسيوية الحالية ومقارعة المنتخبات الأخرى، مشيراً إلى أن «التركيز» هو العامل الرئيسي في نجاح «النشامى» أخيراً، ومؤكداً أن المنتخب الأردني رد على منتقديه كافة وبين لهم هويته «الفنية» في كأس آسيا. وامتدح السلمان المدرب العراقي عدنان حمد، ووصفه بالافضل في القارة الآسيوية من المدربين الأوروبيين، مشيداً بعمله الفني مع المنتخب الاردني، وتمنى ان تظهر مباراة اليوم مع سورية بصورة مشرفة للكرة العربية، جاء ذلك في حواره الآتي مع «الحياة»، فإلى التفاصيل: نجحتم في إزاحة وصيف النسخة الماضية عن البطولة.. كيف جاء ذلك؟ - المنتخب السعودي منتخب كبير وقوي واسم عريق جداً على الصعيد الآسيوي، بل ربما على المستوى العالمي بحكم مشاركاته الأربع في نهائيات كأس العالم، وتلك العوامل لم تخفض من ثقتنا في أنفسنا أو تضاعف من مخاوفنا، على العكس تولد لدينا إصرار أكبر لإثبات جدارتنا، وكرة القدم تنصف من يقدم في أرض الملعب بعيداً عن التاريخ، وهذا ما حدث معنا تماماً، وبتكاتف زملائي اللاعبين وبتطبيق الرسم التكتيكي للمدرب عدنان حمد نجحنا في تحقيق الفوز على منافس ليس من السهل التغلب عليه، وحصدنا ثلاث نقاط ثمينة جداً، وهذا سيزيد من طموحنا بكل تأكيد في هذه البطولة. في لقائكم الأول مع اليابان كانت لكم الأسبقية في التسجيل، وولج هدف التعادل في مرماكم في الوقت بدل الضائع، وهذا كاد يتكرر في مباراتكم مع السعودية.. أليس هناك خلل دفاعي؟ - نحن لم نواجه منتخبات عادية وسهلة، فعندما تتحدث عن اليابان فهذا يعني أنه المنتخب الذي كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نصف نهائي مونديال جنوب أفريقيا الأخير، كما أنه يضم لاعبين مميزين من الطراز الأوروبي، فكل ما حدث أننا احترمنا إمكانات «الساموراي» ووثقنا بما نملك من إمكانات، وفي المباراة وجدنا أنفسنا نشاطر اليابان المباراة بل تفوقنا عليه في أجزاء منها ونجحنا في تسجيل هدف التقدم، وحاولنا أن نتصدى لاندفاع الخصم بعد ذلك، ولكن من الصعب على أي فريق المحافظة على التركيز بنسبة 100 في المئة طوال ال 90 دقيقة، فحدث ما حدث وتعادلنا مع اليابان، أما في مباراتنا مع السعودية فكنا نحذر من تكرار السيناريو، وهي ليست مسألة تكتيك معين أو الاكتفاء بهدف وحيد، ولكن ينبغي ألا نبالغ في الهجوم في ظل تقدمنا، وكما ذكرت في البداية لم نواجه منتخبات عادية فمن الطبيعي أن نجد مداً من الهجوم عندما نتقدم، ولو كنا خاسرين في أي من المباراتين لشاهدت هجوماً أردنياً شرساً، ولا تنسى في الوقت ذاته أن «النشامى» يتسلحون بخط دفاع صلب، ومن حقنا أن نلعب على مصدر قوتنا. مباراتكم اليوم مع المنتخب السوري في «دربي» شامي ملتهب.. كيف تصف هذه المواجهة، ولا سيما أنكم تلعبون بفرصتين؟ - كنا نتمنى فوز سورية على اليابان حتى تنتهي حسابات المجموعة وترافقنا سورية إلى الدور الثاني، ولكن قدر الله وما شاء فعل وخسرت سورية، وبالتأكيد أن مواجهتنا معهم لن تكون عادية، ولا سيما أنها الأولى من نوعها على الصعيد الآسيوي، وللأسف أن هناك احتمالات لخروج أحدنا من منافسات البطولة، لكن أيضاً الاحتمال موجود بصعودنا معاً إلى الدور الثاني، والأهم الآن أن نحقق الفوز ونضيف الثلاث نقاط الكاملة لرصيدنا فالتأهل كمتصدر ربما يضعنا في مهمة أسهل من أن نتأهل كوصيف للمجموعة، مع أن الفرق كافة المشاركة في هذه النسخة متطورة والمستويات متقاربة جداً، ولا أحد يستطيع التنبؤ بنتيجة مباراة معينة. هل سنشاهد هجوماً اردنياً أم أن التكتيك المتحفظ سيتواصل؟ - منتخبنا بصراحة في أداء تصاعدي مع كل مباراة، وهذا لا ينطبق فقط في مباريات البطولة، بل حتى في المواجهات الماضية سواءً التحضيرية أم غيرها، وبحكم أننا نعيش أجواء البطولة الآسيوية سأتحدث عن مواجهتنا مع اليابان، إذ نجحنا في التسجيل عن طريق هجمة مرتدة، ولكن تفوق الشق الخلفي بشكل واضح على الشق الأمامي، فلم تكن هناك فاعلية هجومية كافية في مباراتنا الأولى، أما في لقائنا الثاني أمام السعودية فكان حضور المهاجمين مميزاً، ولولا عناد الحظ لكانت النتيجة أكثر من هدف، وسيستمر تصاعد الأداء في مباراتنا اليوم لنتمكن من تسجيل عدد وافر من الأهداف. قبل كأس آسيا.. هل كان طموحكم مقارعة المنتخبات الكبيرة؟ - منذ البداية وأقصد الوقت الذي تلا سحب القرعة مباشرة، تولد لدينا شعور بإثبات من يكون الأردن للعالم ولآسيا وللعرب كافة، ولا سيما بعد سيل الترشيحات الذي صب في مصلحة السعودية واليابان للتأهل عن المجموعة، وحضرنا إلى الدوحة حتى نضع تصوراً جديداً عن منتخب الأردن حينما يقع في مجموعة قوية، والحمد لله ما حدث كان كافياً، أن نحرج اليابان ونسبقه بهدف حتى قبل نهاية المباراة بثوانٍ، وأن نزيح وصيف النسخة الماضية، فذلك رد بليغ على كل من لم يحسب حساباً للمنتخب الاردني، فمجموعة تحمل اسم كل من اليابان والسعودية وسورية لا بد من أن يعي الجميع أن هناك منتخباً قادماً بقوة وهو الأردن، والآن طموحنا أن نعكس صورة إيجابية عن كرة القدم الأردنية فقط. أخيراً.. ماذا تود إضافته؟ - أشكر جماهيرنا الرائعة التي ساندتنا في هذه البطولة، ونحن لم نشعر لدقيقة واحدة أننا نخوض مباريات خارج حدود البلاد، فكثافتهم وحماستهم في المباريات هما الوقود الحقيقي لنا كلاعبين، وبإذن الله نكون على قدر المسؤولية ونرد لهم الجميل ونبلغ الدور الثاني.