قرر مجلس الأمن الدولي خفض قوات البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد» من 16 كتيبة إلى 8 كتائب أي إلى النصف، على مرحلتين، فترة كل منهما 6 أشهر، إلى جانب خفض المكون الشرطي والمدني في البعثة. وبدأ مجلس الأمن بمناقشة استراتيجية خروج بعثة «يوناميد» من ولايات دارفور الخمس، حيث اقترحت الاستراتيجية التدرج في تخفيض القوات المختلطة وأن يتم التخفيض على فترتين، تفصل 6 أشهر بينهما. وتحتضن ولايات دارفور نحو 16 كتيبة من قوات البعثة، وستسحب 8 منها وفقاً للاستراتيجية، على أن تُسحب المجموعة الثانية بعد عملية مراجعة وتقييم للاتفاقية بعد 6 أشهر من الخطوة الأولى. وعكفت لجنة مشتركة من الحكومة السودانية والاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة، لما يزيد على السنتين، للاتفاق على استراتيجية خروج «يوناميد» بعد إصرار سوداني على الخطوة، واستمع مجلس الأمن إلى تقرير وبيان من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحفظ السلام، قاسم أوان، في شأن الأوضاع في دارفور وخطوات سحب قوات «يوناميد» من هناك، وفقاً لما جاء في استراتيجية الخروج. وقال قاسم وان في بيان إن القوات المسلحة السودانية أجهضت محاولتين متزامنتين للحركات المسلحة انطلاقاً من جنوب السودان وليبيا لإعادة دارفور إلى حالة النزاع وإن ما حدث إلى جانب إجراء الحوار الوطني في البلاد، دعما ركائز السلام في الإقليم. في المقابل، رحب سفير السودان لدى الأممالمتحدة عمر دهب بإقرار المنظمة الدولية غير المسبوق بعودة الأوضاع الى طبيعتها في دارفور وطي صفحة النزاع ووصف ذلك بأنه «تطور سعيد وطبيعي، ظل السودان يعمل من أجل بلوغه مدة طويلة». إلى ذلك، دان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي هجوم الحركات المسلحة على ولايتي شرق وشمال دارفور، كما هدد بفرض عقوبات دولية على حركة عبدالواحد نور لرفضه المشاركة في عملية السلام. وقال المجلس بعد اجتماع في أديس أبابا: «يدين المجلس بشدة الرفض المتواصل لجيش تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور الانضمام إلى عملية الوساطة»، ودعا تلك الحركة لإظهار روح المسؤولية المطلوبة والتعبير عن نية الانخراط بالعملية السلمية. من جهة أخرى، ندد رئيس «الحركة الشعبية- الشمال» مالك عقار، بأعمال العنف بين تيارات في حركته في ولاية النيل الأزرق، داعياً إلى نبذ الاقتتال في كل المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة في الولاية. ويتهم أبناء قبيلة «البرون» عقار ومجموعته بتصفية قائد عسكري بارز، يدعى علي بندر السيسي، فيما أعلنت حكومة جنوب السودان أن انقسام اللاجئين من النيل الأزرق بين تيارين للمتمردين أدى إلى مقتل 60 لاجئاً في اشتباكات. في شأن آخر، كشفت تقارير أمس أن فرقاء سودانيين سيعقدون جولة محادثات في مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا الأميركية لبحث القضايا العالقة بدعوة من مركز كارتر الشهر المقبل قبل أيام من اتخاذ الرئيس دونالد ترامب قراره في شأن رفع أو إبقاء العقوبات المفروضة على السودان. ودعا مركز كارتر الحكومة السودانية وتحالف قوى «نداء السودان» المعارض وحركتي «العدل والمساواة» بزعامة جبريل ابراهيم و «تحرير السودان» برئاسة مني أركو مناوي و «الحركة الشعبية – الشمال» برئاسة مالك عقار إلى جولة تفاوض في مقرها في أتلانتا في 6 تموز (يوليو) المقبل لبحث القضايا العالقة ولكسر جمود التفاوض حول المسائل الإنسانية، وترتيبات وقف الأعمال العدائية، وتحريك مفاوضات التسوية النهائية للأزمة.