رفضت سلطات السودان السماح لديبلوماسية أميركية تزور الخرطوم بتفقد إقليم دارفور، بينما تعثرت اجتماعات بين السودان والأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في التوصل إلى اتفاق بشأن تحديد موعد انسحاب البعثة الدولية - الأفريقية المشتركة «يوناميد» من دارفور. وذكرت مصادر ديبلوماسية في الخرطوم ل»الحياة» أن المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان دونالد بوث، أرسل مساعدته الديبلوماسية جاكي بيرنز إلى السودان في زيارة استكشافية تستمر أياماً عدة، وكلفها إجراء مشاورات مع بعض المسؤولين قبل زيارته المرتقبة إلى البلاد في حزيران (يونيو) المقبل. وأضافت المصادر أن بيرنز طلبت زيارة إقليم دارفور لتفقد الأوضاع والتعرف إلى أداء البعثة الدولية المشتركة «يوناميد» التي تطالب الحكومة السودانية بخروجها، لكن السلطات السودانية رفضت ذلك. وزار بوث الخرطوم مرة واحدة منذ تعيينه في آب (أغسطس) 2013 حيث استُقبل بفتور وتجنب كبار المسؤولين لقاءه، واكتفى بإجراء محادثات مع وكيل وزارة الخارجية، ثم رفضت الحكومة منحه تأشيرة دخول إلى البلاد. وقال مسؤول سوداني ل«الحياة» حينها أن حكومته أبلغت واشنطن أن أي دور لواشنطن ينبغي أن يبدأ بتطبيع العلاقات بين البلدين قبل مناقشة أي ملفات أخرى. في سياق متصل، تعثرت اجتماعات بين السودان والأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي بشأن التوصل إلى اتفاق في شأن تحديد موعد انسحاب «يوناميد» من دارفور والمواقع التي سيبدأ منها. وذكرت مصادر رسمية سودانية ل «الحياة» أن الاجتماع الأخير بين الأطراف الثلاثة الذي عُقِد في الخرطوم انفض من دون التوصل إلى اتفاق، موضحاً أن الحكومة السودانية طالبت بسحب بعثة «يوناميد» من دارفور خلال 6 أشهر بينما اقترحت الأممالمتحدة اكتمال خروج البعثة من السودان في غضون سنوات عدة بصورة تدريجية لتجنب الآثار السلبية لخروجها في وقت وجيز. كما اختلف الجانبان على المناطق التي سيبدأ منها الانسحاب. على صعيد آخر، تصاعدت حدة المواجهات بين جيش جنوب السودان الموالي للرئيس سلفاكير ميارديت وقوات المتمردين بزعامة رياك مشار، إذ أعلن المتمردون سيطرتهم على منطقة البيبور بعد معارك عنيفة وإسقاط مروحية أوغندية فوق ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل التي استولوا عليها قبل 3 أيام.