أعلنت دار الأوبرا السوريّة منذ أيام عزمها على تنظيم جولات تعريفية بالدار للأطفال أثناء عطلة نصف السنة، لكنها أجّلت هذا النشاط إلى العطلة الصيفية بعد استقالة مديرة الدار حنان قصاب حسن نتيجة خلافات مع وزير الثقافة السوري الجديد رياض عصمت، وبقاء موقعها شاغراً. قدمت قصاب حسن استقالتها بعد إعلان دار الأوبرا تقريرها عن برنامج عملها في العام 2011، ورفضت المديرة السابقة التصريح عن تفاصيل المشكلة وشرح أسبابها «تلافياً لخلافات جديدة»، بحسب تعبيرها. وذكر بعض الموظفين في الدار أن قصاب حسن قدمت مشروعاً لحصولهم على مكافآت، لكن وزير الثقافة رفضه، مثل العديد من القرارات المرسلة إليه... ما دفعها إلى الاستقالة. ويحكى في الأوساط الثقافية السورية الآن، أن الفنانة ماريا أرناؤوط ستخلف قصاب حسن في إدارة الدار. وفي ظلّ هذه الأخبار أعلن عن تغيير اسم دار الأسد للثقافة والفنون، إلى «أوبرا دمشق»، بعدما حصلت على موافقة مبدئية على انضمامها إلى شبكة دور الأوبرا الأوروبية، كاستجابة لطلبات الشبكة التي اشترطت أيضاً على الدار إنتاج العروض، وأن يكون لها «ريبراتوار» لعروض أعمال أوبرالية. وذكرت الدار في برنامج عملها أنها تهدف إلى تقديم برنامج متنوع بتوجهات تراثية ومعاصرة، شرقية وغربية، ما يحقق التوازن بين الأنواع الفنية (الموسيقى وفنون العرض)، وبين العروض المحلية والعربية والعالمية. كما ستنظم تظاهرات سنوية ومهرجانات وملتقيات ذات مواعيد ثابتة ودورية في مجالات الموسيقى وفنون الأداء وتنظيم فعاليات مبتكرة تحوّل الدار إلى مركز ثقافي يرتاده المهتمون طيلة النهار، إضافة إلى دورها كمكان لتقديم الحفلات. وفي مجال الموسيقى، ستعيد الدار عرض «زواج فيغارو»، وهو باكورة إنتاجها في مجال الأوبرا بكفاءات سورية، إضافة إلى حفلتين موسيقيتين لأوركسترا الحجرة، وأربع حفلات للفرقة السيمفونية السوريّة، وحفلة موسيقية للأوركسترا السمفونية بمرافقة آلات شرقيّة، ومجموعة من الحفلات المتنوعة التي تهدف إلى التعريف بجيل جديد من العازفين والمغنين الأكاديميين الشباب. وأشير في التقرير إلى أن موعد هذه الحفلات سيكون ثابتاً، لتصير بمثابة موعد شهري يلتقي فيه الجمهور مع التجارب الموسيقية الجديدة. وسيكون الجمهور السوري على موعد مع الدورة الأولى لمهرجان الموسيقى الشرقية 2011، التي من المفروض أن تستقطب فرقاً شرقية صغيرة وكبيرة من تركيا ومصر وإيران ولبنان وسورية، وفنّانين ذوي إنجازات مهمّة في عالم الموسيقى الشرقيّة. كما أطلقت الدار مبادرة «ذاكرة الأغاني السورية» التي ستقدّم بانوراما لمرحلة زمنية معاصرة من الغناء السوري، تترافق ببحث يشارك فيه الموسيقيون الشباب حول توزيع جديد لهذه الأغاني. ولم تنسَ الدارالدمشقية تخصيص تظاهرة لمحبي موسيقى الشعوب المتكاثرة يوماً بعد يوم في سورية، إذ وضعت في برنامجها لهذا العام مهرجاناً ل «موسيقى العالم»، ما سيتيح للجمهور السوري اكتشاف تجارب نادرة على الصعيد المحلي والعالمي، خصوصاً أن تركيزها سينصب على الأشكال المهددة بالزوال، والتي صارت تكرّس كجزء من التراث الثقافي العالمي. أما في مجال فنون الأداء، فتسعى الدار لتكون مؤسسة منتجة من خلال إنتاج أو المشاركة في إنتاج ثلاثة أعمال مسرحية سورية، يتم انتقاء بعضها بالتعاون مع مديرية المسارح. وستنظّم الدار تظاهرة «أيام المسرح العالمي» في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، إلى جانب قراءات مسرحية لنصوص محلية وعربية وعالمية. على أن تقدم هذه القراءات بإشراف مخرج مسرحي وتشارك في تقديمها نخبة من الممثلين السوريين. وأعلنت الدار أنها ستدعم «ملتقى دمشق للرقص المعاصر»، وهو فعّالية مستقلّة يقيمها وينظمها تجمع «تنوين» للرقص المسرحي. للأطفال حقّ في الفنون أيضاً ويبدو أن الدار في برمجتها الجديدة للعام 2011 لم تهتم فقط بهواة الموسيقى والمسرح والرقص من الراشدين، فقد أولت الأطفال مساحة لافتة من نشاطاتها، إن كان على صعيد السينما أو الموسيقى أو المطالعة. وسيكون الصغار السوريون على موعد مع حفلات موسيقية كتبت خصيصاً لهم، لتجذبهم إلى ارتياد الدار. وتعمل الدار على إنشاء نوادٍ جديدة، أولها نادي السينما الأسبوعي المجاني «الفانوس السحري»، الذي بدأ عرض أول أفلامه «الجحيم» للمخرج روميو كاستيلوتشي الأسبوع الماضي. وستعرض فيه أيضاً أفلام أخرى في الفترة اللاحقة مثل «المنظر الأخير» لجوزيف نادج، و»بوفو» للمهرج الأميركي هاوارد بوتون و»دون جيوفاني» للمخرج بيتر بروك. وسينضم هذا النادي إلى نواد سينمائية عدّة في دمشق، تقدم غالبيتها المراكز الثقافية الأجنبية. كما أسست الدار «نادي المطالعة» الذي يسعى لضم أهم الكتب والدوريات والمجلات والتسجيلات السمعية والبصرية المتعلقة بالأوبرا والموسيقى والمسرح والرقص، ونادي «الاستماع الموسيقي للطفل» الذي يهدف إلى تعريف الأطفال بأنواع الموسيقى وأشكالها كافة وبأهم الأعمال العالمية والمحلية. وستأخذ هذه المبادرة شكل نادٍ مفتوح للمشتركين من الأطفال خلال العطلتين الانتصافية والصيفية.