واصلت القوات النظامية السورية وميليشيات حليفة هجومها الواسع في البادية السورية بعدما وصلت قبل أيام إلى الحدود العراقية. وأفيد بأن جزءاً من القوات المشاركة في هجوم البادية تقدم شرق مدينة تدمر للوصول إلى بلدة آرك وتقليص المسافة الفاصلة عن بلدة السخنة آخر البلدات الواقعة في ريف حمص قبل الوصول إلى مواقع القوات النظامية التي يحاصرها تنظيم «داعش» في محافظة دير الزور. لكن ناشطين معارضين قالوا إن «داعش» شن هجوماً مضاداً وحقق تقدماً في مواجهة القوات المتقدمة. في موازاة ذلك، قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة ل «حزب الله»، إن القوات النظامية حققت تقدماً مفاجئاً ضد «داعش» في المنطقة الصحراوية الواقعة غرب الرقة. وباتت الصحراء السورية الشاسعة المسرح الرئيس للحرب في الأسابيع الماضية مع تسابق القوى المتصارعة لانتزاع الأراضي التي كانت تحت سيطرة «داعش» الذي يتراجع على جبهات عدة. وأفاد «الإعلام الحربي» بأن القوات النظامية توغلت جنوباً حتى طريق إثريا- الطبقة السريع، على بعد نحو 32 كيلومتراً من مواقعه جنوب مسكنة. واستخدم «داعش» الطريق لمهاجمة مواقع على طول خط إمداد الحكومة الرئيسي إلى حلب قرب إثريا، ومن شأن السيطرة عليه بالكامل أن تساعد في تقدم القوات النظامية في عمق الصحراء وسط البلاد. وأفيد في هذا الإطار بأن القوات النظامية سيطرت على قرى رجم عسكر وبئر إنباج وظهر أم باج وجب عزيز وجب الغانم وأبو صوصة وجب أبيض بعد انسحاب «داعش» منها. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تقدم القوات النظامية في المنطقة الواقعة قرب حقل نفط الرصافة. وذكر أن تقدم القوات النظامية سيخفف الضغط عن طريق إثريا- خناصر، وهو جزء من خط إمداد الحكومة إلى حلب. وشنت القوات النظامية في الأسابيع الماضية هجمات لطرد «داعش» من طريق سلمية- إثريا، وهو جزء من الطريق ذاته. ونقل «الإعلام الحربي» عن «مصدر عسكري» تأكيده أن «الجيش السوري وحلفاءه سيطروا على مساحة 100 كلم مربع في بادية تدمر جنوبالمدينة وشمال شرقيها»، في حين أورد «المرصد السوري» أن الاشتباكات تتواصل «في محور منطقة آرك بريف حمص الشرقي»، حيث «حققت قوات النظام تقدماً اليوم (أمس) وسيطرت على نقاط ومواقع... لتقترب بذلك أكثر من المحطة الثالثة وبلدة آرك التي أصبحت بحكم الساقطة نارياً». وأضاف أن «داعش» نفذ في المقابل هجوماً مضاداً استهدف «تمركزات لقوات النظام في محيط تلة الصوانة شمال غربي مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، في محاولة للسيطرة على المنطقة»، متحدثاً عن «اشتباكات عنيفة بين الطرفين» أسفرت عن «خسائر بشرية في صفوفهما». وفي موازاة ذلك يدافع «داعش» بشراسة عن مواقعه في أحد الأحياء المحاذية للمدينة القديمة في الرقة، عاصمة خلافته المفترضة، أمام تقدم «قوات سورية الديموقراطية». ومنذ دخولها إلى المدينة في السادس من الشهر الجاري، تمكنت «سورية الديموقراطية» من السيطرة في شكل كامل على حي المشلب في الجهة الشرقية وحي الرومانية في الجهة الغربية، وهي سعت أمس إلى بسط سيطرتها الكاملة أيضاً على حي الصناعة المحاذي للمدينة القديمة في الرقة، حيث يتحصن «داعش» ويقاوم بشراسة على رغم غارات «التحالف الدولي». وتشكل السيطرة على حي الصناعة، وفق «المرصد»، بداية المعركة الحقيقة في الرقة، إذ إن «قوات سورية الديموقراطية» ستدخل منه إلى وسط المدينة انطلاقاً من المدينة القديمة. وأفاد «المرصد» بأن وسط المدينة «سيشهد معركة الرقة الرئيسية»، مشيراً إلى الأنفاق الكثيرة التي حفرها عناصر «داعش» في هذا الجزء من المدينة. وتعد أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانياً، وهو ما يعقّد العمليات العسكرية، لا سيما أن «داعش» يعمد إلى استخدام المدنيين «دروعاً بشرية».