حذر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار من تفاقم الأزمات الإنسانية في قطاع غزة، مع قرار إسرائيل تقليص إمدادات الكهرباء. وصرح الخضري بأن توقف محطة توليد الكهرباء في غزة منذ نحو شهرين تسبب في أزمات إنسانية يصعب تجاوزها، إلا بزيادة إمداد غزة بالكهرباء وبتشغيل كامل للمحطة، وليس بقرار تقليص إمداد غزة بالكهرباء الواردة من إسرائيل. ولفت الخضري الى أن هذه الخطوات غير المسبوقة تفاقم الأزمات الإنسانية الموجودة أصلاً والتي يستحيل تجاوزها في مثل هذه الحالة. ودعا المجتمع الدولي وكل أحرار العالم والمؤسسات الإنسانية الى العمل الفوري والسريع باتجاهين: التدخل لمنع تقليص إمدادات الكهرباء لتفادي مزيد من الأزمات، والعمل بكل السبل لتوفير بدائل عاجلة للمراكز الصحية الحيوية مثل المستشفيات والعيادات وآبار المياه وكل المرافق الصحية. وشدد على ضرورة «العمل على توفير الوقود للمولدات، ومولدات إضافية وسولار لتشغيلها، وتركيب وحدات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في المستشفيات والمراكز الصحية والحيوية للمواطنين». وكان الناطق باسم حركة «حماس» عبد اللطيف القانوع ندد بقرار الاحتلال الإسرائيلي تقليص كهرباء قطاع غزة واعتبره «كارثياً وخطيراً كونه يمس بمناحي الحياة كافة في غزة». ولفت الى أن القرار من شأنه أن يعجّل في تدهور الأوضاع وانفجارها في القطاع. وحمّل القانوع الاحتلال الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس تداعيات قرار تقليص الكهرباء. في غضون ذلك، يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للنأي بنفسه عن هذه الأزمة، وقال إن تقليص تزويد الكهرباء لقطاع غزة هو موضوع فلسطيني داخلي، بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس». وجاءت تصريحات نتانياهو غداة قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) الأحد تقليص تزويد الكهرباء لغزة، وادعائه أن رئيس السلطة الفلسطينية طلب ذلك. وعلى رغم أن إسرائيل تتحكم إلى حد كبير بالأوضاع في غزة، بخاصة بكل ما يتعلق بتزويدها بمواد إنسانية وحياتية وغذائية والكهرباء، إلا أن نتانياهو استغل الخلاف بين السلطة الفلسطينية و «حماس»، وقال أمس، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه: «سمعت خلال اليومين الأخيرين تفسيرات خاطئة حول موضوع الكهرباء في قطاع غزة. يجب الفهم أن هذه القضية تشكل موضوعاً للجدال بين السلطة الفلسطينية وحماس. حماس تطالب السلطة الفلسطينية بتمويل الكهرباء والسلطة ترفض أن تدفع تلك التكاليف. هذا هو جدال فلسطيني داخلي». وعلى خلفية التحذير من نشوء أزمة إنسانية شديدة في القطاع جراء القرار الإسرائيلي، قال نتانياهو أنه «في جميع الأحوال إسرائيل غير معنية بالتصعيد، وكل تفسير آخر هو عبارة عن تفسير خاطئ. ولكننا معنيون بالأمن وسياستنا الأمنية واضحة ولم تتغير». وتصاعدت في الأيام الماضية تحذيرات محللين عسكريين إسرائيليين من احتمال وقوع مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل وحركة «حماس» هذا الصيف، على خلفية أزمة الكهرباء في قطاع غزة، وحذر بعضهم من أن تقليص إسرائيل كمية الكهرباء الى القطاع يسرّع في هذه المواجهة.