فشل المنتخب السعودي لكرة القدم في استعادة هيبته، التي فقدها إثر عدم بلوغه نهائيات كأس العالم 2010، وخروجه من المباراة المؤهلة للملحلق الآسيوي، وخسارته كأس الخليج ال20 في البطولة، التي أقيمت في اليمن أخيراً أمام الكويت، وواصل المنتخب السعودي سقوطه في البطولة الآسيوية، وبات أول منتخب يودّع النهائيات بعد خسارته الثانية من المنتخب الأردني بهدف من دون جاء عن طريق بهاء عبدالرحمن (42)، وذلك في اللقاء الذي احتضنه ملعب نادي الريان في قطر ضمن مباريات الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية، وبات منتخب الأردن لكرة القدم قريباً من بلوغ الدور ربع النهائي لكأس آسيا ال15 في كرة القدم، ورفع منتخب «النشامى» رصيده إلى أربع نقاط. وأجرى مدرب منتخب السعودية الجديد القديم ناصر الجوهر، أربعة تغييرات في صفوف تشكيلته، فأشرك كامل الموسى ومحمد الشلهوب وتيسير الجاسم ونايف هزازي منذ البداية، وأبقى على مقاعد الاحتياط ناصر الشمراني ومشعل السعيد ومناف أبو شقير وأحمد عطيف. وفي المقابل، أشرك العراقي عدنان حمد مدرب منتخب الأردن خمسة مدافعين، لكنه افتقد المدافع حاتم عقل بسبب إصابته بالرباط الصليبي. وبانت ملامح المباراة منذ البداية، إذ بادر المنتخب السعودي بالسيطرة على المجريات وبناء الهجمات، بحثاً عن هدف مبكر، وسط تكتل دفاعي أردني مع انطلاقات بالهجمات المرتدة. وظل حارسا المرمى متفرجين طوال ربع الساعة الأول الذي لم يشهد أي محاولة جدية، وجاءت المبادرة من «الأخضر» حين مرر محمد الشلهوب كرة متقنة من الجهة اليسرى لنايف هزازي حولها برأسه باتجاه الزاوية اليسرى لمرمى الأردن، لكن الحارس عامر شفيع أنقذ الموقف ببراعة (16). وهدد هزازي مرمى الأردن ثانية بعد ثلاث دقائق اثر كرة من الشلهوب أيضاً سددها من داخل المنطقة فوق العارضة، رد عليه عدي الصيفي حين تلقى كرة على مشارف المنطقة راوغ بها الدفاع السعودي ثم سددها في الزاوية اليمنى، لكنها كانت في متناول الحارس وليد عبدالله (21). وأدت التمريرات السعودية المقطوعة في وسط الملعب إلى انطلاقات سريعة للمنتخب الأردني، خصوصاً عبر الصيفي أكثر اللاعبين نشاطاً، لكن من دون خطورة تذكر، لأنه افتقد الدعم المطلوب من زملائه، بعد أن أوعز عدنان حمد إلى لاعبيه بإبقاء الكثافة العددية في منطقتهم. وكانت الجهة اليسرى للمنتخب السعودي مصدر قلق على نظيره الأردني، وأرسل كامل الموسى كرة، لكن نايف هزازي لم يلحق بها، فتابعت طريقها أمام المرمى مباشرة (31). ودافع الأردنيون جيداً ومنعوا منافسيهم من تمرير الكرات بسهولة، وأجبروهم على التسديد من بعيد، فأطلق سعود كريري واحدة من نحو ثلاثين متراً عالية تماماً عن المرمى (36)، وقبل نهاية الشوط الأول بثلاث دقائق، فاجأ بهاء عبدالرحمن مرمى وليد عبدالله بكرة من الجهة اليمنى، بدت بين تمريرة أكثر منها تسديدة، لكن كرته ارتفعت فوق الحارس الذي خرج للتصدي لها فخدعته واستقرت في الزاوية اليسرى للمرمى، مسجلاً هدف التقدم للأردن (42). وكاد الأردن يحسم الأمور بنسبة كبيرة في الوقت بدل الضائع، حين تهيأت كرة عالية من الجهة اليمنى أمام الصيفي الذي انفرد بالحارس مباشرة، لكن الأخير تصدى لكرته وحولها إلى ركلة زاوية. وفي الشوط الثاني، نزل المنتخب السعودي مهاجماً بكل خطوطه لأنه لم يعد لديه ما يخسره، خصوصاً أن الجوهر أشرك مهاجماً ثالثاً هو ناصر الشمراني بدلاً من لاعب الوسط عبده عطيف، سعياً إلى التسجيل قبل فوات الأوان، ولم يختلف السيناريو كثيراً بسبب عدم دقة التمريرات السعودية وغياب الهجمات المنظمة والخطورة على مرمى عامر شفيع، كما أن الأردنيين نجحوا في إبطال مفعول أي كرة تصل إلى منطقتهم وواصلوا أيضاً تهديد مرمى «الأخضر» عبر الانطلاقات المرتدة، وحاول الجوهر التدخل مجدداً، فأشرك نواف العابد مكان الشهلوب في الدقائق ال25 الأخيرة، وكانت اخطر المحاولات السعودية بعد تبادل كرات بين تيسير الجاسم وناصر الشمراني الذي شق طريقه متخطياً المدافع محمد منير نحو المرمى، وكاد يضع الكرة في الشباك لولا تداخل عامر شفيع الذي حال دون هدف التعادل (76). وكثف «الأخضر» ضغطه في الدقائق المتبقية، لكنه بدا عاجزاً عن بناء الهجمات الخطرة على مرمى عامر شفيع، على رغم رأسية أسامة المولد في الوقت بدل الضائع علت العارضة بقليل. البكاء يجتاح حارس المنتخب السعودي وليد عبدالله. ( ا ف)