أبيدجان، باريس – رويترز، أ ف ب - أعلنت قوات موالية لرئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو أمس، أنها حاصرت موقعاً اشتبكت فيه مع أنصار الرئيس الفائز في انتخابات 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي الحسن وترة في أبيدجان، وفرضت حظر تجول فيه بعد منعها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من دخوله. وقال فيليب مانغو قائد أركان الجيش: «أبعدنا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عن حي ابوبو في أبيدجان بعد منتصف ليلة أول من أمس»، بعد مقتل ستة شرطيين بهجمات صاروخية في اليومٍ الثاني من الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الأمن الموالية لغباغبو وأنصار وترة، علماً أن اليوم الأول من الاقتتال أدى الى سقوط خمسة قتلى على الأقل. وأضاف للصحافيين بعدما لقائه غباغبو الذي يرفض التنحي من الرئاسة بدعم من المحكمة العليا ولا يزال يسيطر على قوات الأمن: «رفضنا دخول قائد مهمات قوات الأممالمتحدة واي جي تشوي، لأنه استفزاز لقوات محايدة يبدو أنها تخلت عن مهمتها لحفظ السلام». وكان غباغبو أمر قوات الأممالمتحدة التي تنشر ألف رجل أمن بمغادرة ساحل العاج، لكن البعثة رفضت ذلك وقرر مجلس الأمن زيادة عددها الى ألفي جندي. وأعلنت أول من أمس إصابة ثلاثة جنود تابعين لها بجروح طفيفة اثر نصب قوات موالية لغباغبو «تزودوا أسلحة ثقيلة» مكمناً لدوريتهم في أبيدجان. وأفادت الأممالمتحدة بأن العنف أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص منذ الانتخابات، ونزوح أكثر من 200 ألف شخص إلى ليبيريا المجاورة. ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليل الأربعاء - الخميس تحذيراً جديداً الى معسكر غباغبو بعد المواجهات في حي ابوبو، وإجبار وحدات حفظ السلام التي نشرت لحماية المدنيين على مغادرة المنطقة، مؤكداً أن أي هجوم على رجال حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة «غير مقبول». وفي مقابلة مع محطة «كانال بلوس» التلفزيونية الفرنسية، أعلن غباغبو أن بلاده «ليست على حافة حمام دم وحرب أهلية وإبادة». وأضاف: «ليس صحيحاً قول خصومي إننا على حافة أزمة إبادة لإثارة الرأي العام الغربي»، موضحاً انه ينتظر عودة الموفدين الأفارقة الى أبيدجان لمحاولة إيجاد حل للأزمة. وكرر تأكيد استعداده للحوار مع وترة من دون شروط مسبقة. وقال: «كنت دائماً مستعداً للموت من أجل أفكاري، لذا بقيت دائماً على قيد الحياة لأنني أدافع عن أفكار واضحة وبسيطة». وأضاف: «يجب أن نبني دولة ذات مؤسسات صلبة. من لا يحترم مؤسسات ساحل العاج لا يريد أن يبني دولة»، معتبراً انه فاز بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 تشرين الثاني، استناداً الى نتائج المجلس الدستوري العاجي الذي يرأسه أحد المقربين منه، علماً أن اللجنة الانتخابية المستقلة أعلنت فوز وترة، واعترفت الأممالمتحدة بهذه النتائج.