واصلت دول إسلامية وصديقة تأييد موقف السعودية والإمارات ومصر والبحرين من قطر، وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حرص بلديهما «على مكافحة الإرهاب والتطرف، والاتفاق على ضرورة بذل المزيد من الجهد لتجفيف منابع الإرهاب، حرصاً على أمن المنطقة واستقرارها». وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن «الرئيس دونالد ترامب يواصل مساعيه مع كل الأطراف في الشرق الأوسط لتهدئة التوتر في منطقة الخليج. لكن الحكومة القطرية تمسكت بعدم تغيير مواقفها أو سياساتها. وعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محادثات مستفيضة مع ملك البحرين حمد بن عيسى تناولت تطورات الأزمة وكيفية زيادة الضغوط على الدوحة (للمزيد). وفي حين صعّدت دول خليجية ومصر حملتها على سياسة الدوحة ولوحت الامارات بحظر يشدد العقوبات وطالبت مصر مجلس الامن بالتحقيق في دفع قطر فدية لجماعة إرهابية، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني للصحافيين في الدوحة أمس، إن بلاده ليست مستعدة لتغيير سياستها الخارجية لحل النزاع وإنها «لن تتنازل مطلقاً». وأضاف أن قطر ليست على استعداد ل «الاستسلام». واعتبر أن الخلاف يهدد استقرار المنطقة بأسرها، مضيفاً أن الديبلوماسية لا تزال خيار الدوحة المفضل، وأنه لن يكون هناك أبداً حل عسكري للأزمة. وأضاف أن انتشار الجيش القطري لم يشهد أي تغيير ولم يتم تحريك أي قوات. وقال إن بلاده «لا تتوقع أي تغير في مهمة القاعدة الأميركية في قطر». وفي موقف تصعيدي، قال المدير العام لشبكة قنوات «الجزيرة» بالوكالة مصطفى سواق أمس، إن «الجزيرة» ستلتزم سياسة الاستقلال التحريري (...) خلال الأزمة الحالية، وقال: «كل هذا الحديث عن تدخل الجزيرة في شؤون دول أخرى لا أساس له. نحن لا نتدخل في شؤون أحد، نحن فقط نقوم بالتغطية الإخبارية». و «الجزيرة» التي تمولها الحكومة القطرية جزء من الخلاف الديبلوماسي الحالي. ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية القطري إلى موسكو وبروكسيل، ونقلت وكالات روسية للأنباء عن مصدر ديبلوماسي روسي قوله إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيجتمع مع نظيره القطري، الذي سيزور موسكو غداً. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين لا ينوي استقبال وزير الخارجية القطري خلال الزيارة. ومع أن الحكومة الكويتية لم تُعلن عن أي تقدم في جهود يبذلها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، قالت «وكالة الأنباء الكويتية» إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أجرى اتصالاً هاتفياً بأمير الكويت وناقشا تطورات الأوضاع في الخليج وسبل تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية. وفي القاهرة، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك حمد بن عيسى محادثات «تناولت الوضع الإقليمي المتأزم، خصوصاً الموقف من دولة قطر في أعقاب قطع العلاقات معها». وشن سفير السعودية في القاهرة أحمد عبدالعزيز قطان، هجوماً حاداً على قطر في تغريدات متلاحقة كتبها على موقع «تويتر»، قال فيها: «لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، فكان لا بد لملك الحزم أن يرفع عصاه عالياً، فكيف يسكت ملك الحزم عمن يحتضن الجماعات الإرهابية والطائفية، وكيف يسكت عمن يستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، وكيف يسكت ملك الحزم عمن يدعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في المملكة والبحرين، وكيف يسكت ملك الحزم عمن يمارس سراً وعلناً طوال السنوات الماضية انتهاكات جسيمة لشق الصف الداخلي السعودي، وكيف يسكت ملك الحزم عمن يحرض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها، وكيف يسكت ملك الحزم عمن يدعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية الشقيقة، وكيف يسكت ملك الحزم عمن يدعم «الإخوان المسلمين» و «القاعدة» و «داعش» ويؤويهم في بلاده، وكيف يسكت ملك الحزم عمن يدعم الإرهاب في مصر الحبيبة، وكيف يسكت ملك الحزم عمن يريد شراً بالأشقاء في الإماراتوالبحرين، وكيف يسكت ملك الحزم عمن يدعم الحوثيين وإيران وحماس، وكيف يسكت ملك الحزم عمن يريد شراً بالدول العربية والإسلامية؟ فكان لا بد لملك الحزم أن يضرب بعصاه رؤوس من شارك في هذه المؤامرات حتى يعودوا إلى رشدهم، وأتمنى أن يعودوا إلى صوابهم قبل فوات الأوان وإلا سيعضون أصابع الندم، يوم لا ينفع الندم».