لندن - أ ف ب، رويترز – للمرة الرابعة منذ توقيفه في لندن في 7 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مثل الأسترالي جوليان اسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» أمام المحكمة البريطانية التي حددت السابع أو الثامن من شباط (فبراير) المقبل، موعداً نهائياً لبت طلب تسليمه الى السويد التي تريد الاستماع إليه في قضية «اعتداء جنسي». ترافق ذلك مع مخاوف لدى اسانج من أن تسلمه استوكهولم الى الولاياتالمتحدة التي تلاحقه بتهمة التجسس لنشر موقعه أواخر العام الماضي اكثر من ربع مليون وثيقة ديبلوماسية أميركية مسرّبة. ولدى خروجه من الجلسة التمهيدية التي عقدتها محكمة بلمارش شرق لندن واستغرقت عشر دقائق فقط، أبدى اسانج الذي يخضع لإقامة جبرية في لندن «ارتياحه» الى وضعه في المرحلة الحالية، متوقعاً نجاحه محاميه في المماطلة شهوراً، نتيجة دعاوى الاستئناف الكثيرة التي يمكن ان يرفعها ضد طلب السويد. وينفي مؤسس «ويكيليكس» اعتداءه جنسياً على امرأتين في السويد، فيما يعتبر مؤيدوه انه ضحية مؤامرة سياسية نتجت من إرباكات نشر موقعه آلاف البرقيات الرسمية التي أقلقت عدداً كبيراً من الحكومات. وهو رجح احتمال قتله اذا سجن في الولاياتالمتحدة في نهاية المطاف. واستبق اسانج مثوله أمام القضاء أمس، بإصدار بيان طالب فيه بملاحقة الشخصيات السياسية ووسائل الإعلام التي تحض على العنف، وذلك بعد إصابة النائبة الديموقراطية الأميركية غبرييل غيفوردز بجروح خطرة، اثر إطلاق النار عليها في اريزونا السبت الماضي. واستشهد اسانج بتصريحات ضد غيفوردز أدلى بها محافظون أميركيون. وأكد في مقابلة بثتها إذاعة «أوروبا 1»، ان «ويكيليكس» يواصل العمل بنشاط، متعهداً كشف أمور جديدة، علماً أن الموقع أعلن في كانون الأول الماضي، عزمه على نشر وثائق تشير إلى «ممارسات غير أخلاقية» في مصرف أميركي بارز سادت تكهنات بأنه «بنك أوف أميركا». لكن اسانج كشف أن موقعه يخسر 500 الف يورو أسبوعياً، «لذا لن يستطيع الاستمرار إذا بقيت الأمور على حالها، في ظل صعوبة تدفق الأموال التي يقدمها المانحون إلينا بسبب تجميد حساباتنا». وسينشر اسانج في بريطانيا في نيسان (ابريل) المقبل، مذكراته التي يتحدث فيها عن «معركته في سبيل إنشاء علاقة جديدة بين الشعوب وحكوماتها»، ما سيساعده في دفع النفقات القضائية وتعويم موقعه.