استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قصر السلام في جدة أمس، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وأشار بيان في الرياض إلى أن الملك سلمان والشيخ صباح «بحثا في العلاقات الثنائية ومستجدات الأحداث». (للمزيد) وتم خلال الاستقبال، وفق ما ذكرت «وكالة الأنباء السعودية» تبادل التهاني والتبريكات بشهر رمضان المبارك. وأعلن الديوان الملكي في البحرين أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيزور جدة اليوم للقاء خادم الحرمين الشريفين، وإجراء محادثات معه تتناول العلاقات الثنائية إضافة إلى آخر المستجدات الإقليمية والدولية. وتواصلت ردود الفعل الدولية على قطع عدد من الدول العربية والإسلامية علاقاتها مع قطر بسبب دعمها الإرهاب والجماعات المتطرفة في المنطقة، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إن زعماء التقاهم خلال جولته في الشرق الأوسط وزيارته السعودية حذروه من أن الدوحة تمول «الفكر المتطرف»، وعزلها «يشكل بداية لنهاية فظائع الإرهاب». وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في باريس أمس «طفح الكيل... وعلى قطر وقف دعم حركة حماس والإخوان». وأعربت قطر أمس عن أملها في إنجاح مساعي أمير الكويت والتوصل إلى حل للخلاف بين الدوحةوالرياض، ودعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى «الحوار بين أطراف النزاع»، في حين قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن «هناك حاجة لمناقشات حاسمة حول تمويل الإرهاب»، لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي وصل إلى باريس أمس في إطار جولة أوروبية، أكد أن لا وجود لوساطة فرنسية. وقال ترامب في تغريدة على «تويتر» إن زيارته السعودية «تؤتي ثمارها بالفعل، إذ أوفى زعماء إقليميون بوعودهم باتخاذ موقف صارم من تمويل الجماعات المتشددة. وأشاروا إلى قطر». وأوضح أن عزل الدوحة يشكل «بداية نهاية فظائع الإرهاب»، مبيناً أن «كل الدلائل تشير إلى أنها تمول التطرف الديني»، وزاد: «من الجيد رؤية زيارتي للمملكة العربية السعودية ولقائي العاهل السعودي و50 من قادة الدول تؤتي ثمارها»، وأضاف: «قالوا إنهم سيتخذون موقفاً صارماً ضد تمويل التطرف، وربما سيكون هذا بداية نهاية فظائع الإرهاب». وتأتي تعليقات ترامب على الأزمة القطرية، في وقت أعربت الدوحة عن أملها في أن تنجح مساعي الشيخ صباح الأحمد الذي وصل إلى جدة أمس، في حل الأزمة. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى اتصالين بالشيخ صباح، واستقبل وزير الخارجية الكويتي هذا الأسبوع، كما تلقى الملك سلمان اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبحث في الخلافات. وكان الشيخ صباح، الذي سيزور الدوحة بعد الرياض اليوم، تمنى «تهدئة الموقف، وعدم اتخاذ أي خطوة من شأنها التصعيد، وإتاحة الفرصة للجهود الهادفة إلى احتواء التوتر»، مؤكداً «العمل لدعم مسيرة التعاون الخليجي». والجبير، الذي بدأ أمس في باريس جولة أوروبية ويصل ألمانيا اليوم لإطلاعها على تطورات الأزمة، أكد بعد لقائه وزير الخارجية جان إيف لودريان أن لا وجود لوساطة فرنسية. وقال «إن الأضرار التي ستنتج عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها بعض الدول العربية ضد قطر كفيلة بأن تقنعها بتغيير سياساتها بما في ذلك ما يتناول الجماعات المتطرفة»، وقال للودريان: «إنها مسألة داخلية بين دول الخليج، وتعرف قطر تماماً ما عليها أن تفعله، من وقف دعم المتطرفين والإخوان المسلمين وحماس وعدم التدخل في شوؤن الدول المجاورة ووقف الإعلام المعادي للدول الشقيقة وأن تتوقف عن المساهمة في زعزعة الشرق الأوسط». وبعدما أغلقت الرياض أمس المكاتب التابعة لشركة «الخطوط القطرية» وسحبت تراخيص العاملين فيها، بعد يوم من إغلاق مكاتب قناة «الجزيرة»، قالت مصادر خليجية ل «الحياة» إن الدول التي قطعت علاقاتها بقطر ستبحث في غلق كل المصالح القطرية التي لها ارتباط بشركات أخرى، وإيقاف كل الاتفاقات الرسمية مع الدوحة، كما وجهت مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) المصارف في السعودية بعدم التعامل مع المصارف القطرية». إلى ذلك، منعت الفيليبين موقتاً مواطنيها من السفر إلى قطر للعمل بسبب «التداعيات» المحتملة لقطع دول عربية عدة علاقاتها الديبلوماسية مع الدوحة و «الإشاعات المقلقة». وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، إن «الشيخ تميم ألغى خطاباً كان يفترض أن يوجهه إلى الشعب ليل أول من أمس، بعد ساعات من إعلان الإجراءات ضد بلاده». وأعلنت الإمارات أن «قطر في حاجة لاتخاذ إجراءات معينة لإعادة الثقة من خلال تغيير موقفها، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش عبر حسابه في «تويتر» أمس: «بعد تجارب الشقيقة السابقة لا بد من إطار مستقبلي يعزز أمن المنطقة واستقرارها. لا بد من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود. لا بد من خريطة طريق مضمونة». وفي مصر، أشاد الأزهر بالموقف الذي اتخذه قادة دول عربية تجاه قطر، مشيراً إلى أنه «يتابع عن كثب التطورات التي تشهدها الساحة العربية»، مؤكداً تأييده ودعمه «الموقف المشترك ومقاطعة الأنظمة التي تدعم الإرهاب وتؤوي كيانات العنف وجماعات التطرف وتتدخل بشكل سافر في شؤون الدول المجاورة واستقرارها وأمن شعوبها». وأعربت رابطة العالم الإسلامي عن تأييدها الكامل قرار مقاطعة دولة قطر، لافتة إلى أن هذا «الإجراء جاء وفق المقتضى الشرعي والقانوني والمنطقي تجاه الممارسات التي تستهدف أمن الدول واستقرارها». وأبلغت وزيرة القوات الجوية الأميركية هيذر ويلسون، لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بأنها ليست قلقة على القاعدة الجوية الأميركية في قطر. وقالت: «لا يوجد تهديد بنقل القاعدة، والعمليات الأميركية مستمرة دون انقطاع». وكانت ويلسون ورئيس أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد غولدفين يدليان بإفادتيهما أمام اللجنة في شأن وضع القوات الجوية ومطالبها في موازنة العام المالي 2018.