استقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أمس، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي وصل في زيارة قصيرة، لمحاولة تهدئة البيت الخليجي، بعد أيام على أزمة التصريحات التي نقلتها وسائل إعلام في الدوحة الأسبوع الماضي، أدلى بها الشيخ تميم وتضمنت إساءات لدول خليجية، وأكد فيها تطلع بلاده لتوثيق العلاقة مع إيران. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن زيارة أمير قطر «تأتي لتهنئة الشيخ صباح بحلول شهر رمضان المبارك»، من دون أن تعطي مزيداً من التفاصيل. ووصل في معية الأمير القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وممثل الأمير الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني. وهذا أول ظهور خليجي للشيخ تميم منذ أسبوع، بعد التصريحات الأخيرة التي أطلقها، وأعلن فيها تقارباً مع إيران وأنها عامل الاستقرار في المنطقة، وشدد على دعم بلاده الجماعات المصنفة إرهابية مثل «حزب الله» والتنظيمات الأخرى المتشددة. وأكدت مصادر كويتية أمس، أن الكويت ستقود وساطة لحل الخلاف واحتواء الأزمة الخليجية، وأن الشيخ صباح اتصل بالشيخ تميم الخميس الماضي، واوفد بعدها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد إلى الدوحة لإجراء محادثات مع أميرها. ولم ينف الديوان الأميري القطري حتى الآن التصريحات الأخيرة التي بثتها وكالة الأنباء الرسمية قبل أن تُعلن أنها اخترقت، وأعقب التصريحات اتصال جرى بين الشيخ تميم والرئيس الإيراني حسن روحاني، أكدا خلاله ضرورة رفع التنسيق بين البلدين، في ظل تأكيد وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس روحاني تلقى دعوة لزيارة الدوحة قريباً. وقال مسؤول خليجي في حديث ل «رويترز» أمس، إن الصبر الخليجي على قطر «نفد». وأضاف: «المؤكد أن دول الخليج بقيادة الرياض لن تتساهل على الأرجح في أي انحراف إذا كان متعمداً، خصوصاً في المنعطف الحالي في علاقتنا مع جارتنا المعادية (إيران)». وترتبط الدوحة بعلاقات وثيقة مع إيران على رغم تدخلاتها في شؤون الخليج العربي، وتمول قطر الجماعات المسلحة والمتشددة في سورية والعراق ولبنان، في ظل قرارات خليجية تمنع ذلك. وسبق للسعودية والإمارات والبحرين أن سحبت سفراءها من قطر في 2014 لمدة ثمانية أشهر، وأكدت الدول الثلاث أن قطر تخالف الإجماع الخليجي وأنظمة مجلس التعاون، وأنها تدعم تنظيمات متطرفة، ولم تلتزم تعهدات سابقة بمنع استخدام أراضيها لإيواء مطلوبين للدول الخليجية. من جهة أخرى، قال رئيس الحركة الوطنية الشعبية في الكويت سعود الحجيلان ل «الحياة» أمس، إن الشيخ صباح يعمل ولا يزال «على توحيد الصف الخليجي، ونعتقد أن زيارة الشيخ تميم تأتي لحل الأزمة التي وقعت قبل أيام»، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون تواجه محاولات لتفكيكها من الداخل. وأضاف الحجيلان: «واثقون من حكمة القادة في حل الخلافات، وأن تنتهي هذه الأزمة قريباً». إلى ذلك، طالب البيت الأبيض قطر بالتزام اتفاق مكافحة الإرهاب، وقالت نائبة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض دينا باول أمس، إن على قطر التزام ما وقعت عليه في مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها في قمة الرياض، والمتضمنة إنشاء آلية للرصد والتحقق من عدم تمويل التنظيمات المتطرفة. وأضافت، في تصريحات لصحيفة «ويكلي ستاندرد» الأميركية، أن الاتفاق على إنشاء مركز لمكافحة التطرف بالرياض «يتضمن أقصى التعهدات بعدم تمويل منظمات الإرهاب». وأكدت أن وزارة الخزانة الأميركية ستعمل بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، على رصد الالتزامات التنفيذية للجميع، مضيفة: «كان إنجازاً لنا في الولاياتالمتحدة أن نجعل حكومة قطر توقع على هذا التعهد. فقطر، تلك الإمارة الصغيرة في الجزيرة العربية، كانت دوماً متمردة على أي ترتيبات تتصل بمكافحة الإرهاب». وأوضحت أن أهمية مذكرة التفاهم تكمن في أن جميع الموقعين عليها، ومنهم قطر، التزموا بتفاصيل يعرفون أنها تحدد مسؤولياتهم عن معاقبة كل من يمول الإرهاب، بمن في ذلك الأفراد.