«داعش» اسم مرادف للإرهاب والعنف ضد البشرية، ولا يختلف أحد على هذا في العالم أجمع، وعلى رغم معرفة الجميع ببشاعة التنظيم والإرهاب الذي يمارسه أعضاؤه تحت ستار الإسلام إلا أن مجرد التطرق لحياتهم وفضح ما يقوم به من جرائم بحق البشرية من خلال المسلسل التلفزيوني «غرابيب سود» كان كفيل ببدء الهجوم على العمل وجميع العاملين علية. ويرى المهاجمون أن العمل يهاجم الإسلام عموماً، وخصوصاً المذهب السني، على رغم أن القصة الرئيسة للعمل تتحدث عن التنظيمات السياسية التي تختبئ تحت عباءة الإسلام لممارسة أعمالها الإجرامية، ولم ينتظر المهاجمون متابعة العمل بشكل كامل والحكم علية فبمجرد بدء عرضه لدقائق معدودة وقبل انتهاء حلقته الأولى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهجوم على القائمين على العمل، وصفها المشرف على مسلسل «غرابيب سود» الكاتب عبدالله بن بجاد بالمتشنجة في حديثة ل«الحياة» بالكذب الصريح والزائد عن الحد في مهاجمة الأعمال الدرامية. وقال: «أنا من الذين يرون أن (داعش) شوه صورة الإسلام، ونريد أن ندافع عن الإسلام بهذا العمل وغيره، فانتقاد (داعش) انتقاد للإرهاب، والذي يعتقد أن إسلام (داعش) المعروض في المسلسل هو الإسلام الحقيقي فهو (داعشي) من دون شك، ولذلك فأي تشابه في العمل مع شخصيات حقيقية هو تشابه مقصود، وهم مقصودون بهذا المسلسل». وأضاف: «ردود الفعل في مجملها مرحبة بالعمل ومشدودة إليه وتتابعه، ولكن بحكم تجاربي السابقة في هذا المجال فإني أرى تشنجاً زائداً هذه المرة، وكذباً صريحاً وزائداً عن الحد في مهاجمة العمل، وتحديداً في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لدى هذه التنظيمات قدرة على الحشد والتحريض من دون عقاب، وأعتقد بأن هذا العمل أحد أنجح الأعمال التي أشرفت عليها، والفضل الأكبر في تميز العمل ينسب للكاتبة المبدعة لين فارس». واستطرد بالقول: «وفي كل عملٍ درامي عملته عن الإرهاب كان الهجوم يركز على أننا نهاجم الإسلام لا تنظيمات الإرهاب، وهذا من باب التشويش، 1,5 بليون مسلم يعتقدون أن (داعش) شوّهت صورة الإسلام وأنا من هولاء». وأشار في الوقت ذاته إلى أن الدراما هي واحدة من أهم الطرق لفضح جماعات الإسلام السياسي وتنظيمات العنف الديني، وقال: «الدراما تستهدف طبقة واسعة من الناس وتصل كل بيت تقريباً، وهي سهلة وبسيطة وليست نخبوية مثل الدراسات والبحوث أو المقالات التي يعتني بها المتخصصون، وبالتالي هي سبيل مهم لنشر الوعي وتحديداً تجاه ظاهرة معقدة مثل تنظيم داعش». وأردف: «مسلسل غرابيب سود عمل أبيض يفضح سواد قلوب (الدواعش) وسواد أفعالهم وسواد وجوههم، وعانينا في العمل من عدم قدرتنا على إظهار فضائح (داعش) لأنها من شدة بشاعتها وتوحشها لا نستطيع عرضها على الشاشة، وكل البشاعات التي تطرقنا إليها في العمل هي جزء من بشاعات التنظيم لا كلها، فهي نسخة مخففة جداً، وبالتالي رسالتنا هي التحذير من هذا التنظيم وشروره وبالتالي كل نجاح يحققه هو نجاح في نشر البياض وإضاءة مهمة للمجتمع». ويرى ابن بجاد أن من يشتكي من القصص والتجني التي في غرابيب سود ليس بالضرورة أن يكون «داعشياً» فقد يكون متأثراً بخطاب الدواعش إلا ربعاً، وأعني بهم رموز وقيادات الإسلام السياسي الذين يحبون «داعش» ويعتقدون بأنها على حق وخير، ولكنهم لا ينتمون إليها لمجرد الخوف، وهذا النوع هو ضحية لهذه الخطابات كما يظهر في بعض شخصيات العمل، ولكن عناصر الإسلام السياسي يشنون حملات منظمة ضد العمل لأهداف عدة.