شدد اختصاصيون في الأجهزة الأمنية على أهمية وضع استراتيجيات لتعزيز التعاون بين إدارات العلاقات العامة والإعلام في الأجهزة الأمنية العربية، كونها تشهد تحديات عدة تعوق التعاون بين الجهتين. وقالت خبيرة الإعلام في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الدكتورة مها صلاح ل «الحياة»: «نظمت جامعة نايف العربية للعلوم بالتعاون مع مديرية الأمن العام في المملكة الأردنية الملتقى العلمي الأول للشرطة العربية في مدينة عمان بمشاركة 71 شخصاً من 12 دولة عربية، لكي توجد سيكولوجية للإعلامي ورجل الأمن، إذ إن الإعلامي يبحث عن التميز في نقل الخبر، ورجل الأمن يحتفظ بالمعلومات بحجة سريتها»، مشيرةً إلى أن الإعلام العربي يتعامل مع رجال الشرطة كخصم وكطرف ظالم أو معتد في تعامله مع الأزمة، بيد أن الإعلام السلبي يغذي أزمة الثقة بين الشرطة والمجتمع. وأضافت أن مظاهر أزمة الإعلام تتمثل في بناء وترسيخ أزمة الثقة بين الشرطة والمجتمع وتكون في التطفيف الإعلامي الذي يشير إلى تجزئة معيبة في نقل الحقائق، وإعلام مبالغة وتهويل، إضافة إلى الحجر الإعلامي والتعتيم على الآراء المخالفة في سياق احتكار المعلومات، والتبعية الإعلامية سواء بالنسبة للسلطة أو النظام الإعلامي الدولي وفق علاقات القوى والسيطرة على مصادر المعلومات، وعيوب التشخيص الإعلامي الذي يتعامل مع الأشخاص والزعامات على حساب القضايا الأساسية، لافتةً إلى أن العلاقة بين الشرطة والمجتمع عبر قنوات الإعلام الجديد من خلال جانبين، هما المدونات المصرية، التي انتقدت الأداء الأمني وممارسات وزارة الداخلية في انتهاك حقوق الإنسان وحالات الاعتقال العشوائي، والملاحظات الأمنية والعنف ضد الناشطين السياسيين، وعدم وجود إجراءات قانونية عادلة، والآخر الحملات المناهضة للأجهزة الأمنية على مواقع الشبكات الاجتماعية، التي تمثل خطورة تعتمد على نشر فكرة التشكيك الاجتماعي من خلال تبادل المعلومات والأفكار. وشددت على أهمية دور المسؤولين في وسائل الإعلام والكتاب، ومعدي البرامج الحوارية على توثيق العلاقة بين الإعلام والأجهزة الأمنية، لتوظيف الشبكات الاجتماعية كآلة إعلامية مناهضة للأجهزة الأمنية، لمنع ما يحدث في طرح مواد غير لائقة تسيء لصور رجال الشرطة، والأطروحات السلبية التي تتهم رجال الأمن، والأفكار العدوانية. وتابعت: «لابد من تكثيف الدراسات على الجمهور حتى يكون لكل فئة تصورات ومخاوف ومعلومات مغلوطة أو منقوصة عن الأجهزة الأمنية تختلف عن غيرها من الفئات الأخرى، خصوصاً أصحاب المدونات». من جانبه، أكد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الدكتور خالد الحرفش في جامعة نايف ضرورة استمرار دراسة الواقع، وتحديد مواطن القوة والضعف في الأداء للاستفادة من الإيجابيات وتلافي السلبيات، وأهمية توفير الكوادر البشرية والمتطلبات المادية اللازمة للإدارة، لضمان استمرار الانطلاق نحو تقوية العلاقة بين الإعلاميين ورجال الأمن من خلال تحري الدقة والموضوعية في رسم الأهداف العالية وتحديد خريطة العمل، وتعزيز التعاون بين إدارات العلاقات العامة والإعلام في الأجهزة الأمنية العربية، ووسائل الإعلام المختلفة لتوفير الرسالة الإعلامية، وبحث فكرة إعداد دليل لمديري شعب الاتصال ومديري العلاقات العامة والإعلام في وزارات الداخلية العربية، ومديريات الأمن العام والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب وجامعة نايف للعلوم الأمنية. بدوره، لفت مساعد مدير قانونية عادلة الأمن العام في الأردن اللواء محمد الرقاد في ورقة عمل عن «الأجهزة الأمنية ودورها في ترسيخ الأمن الوطني» إلى إنشاء إدارة حماية الأسرة تابعة للأمن العام متخصصة لحماية الأسرة التي تعنى بالعنف الجسدي، وتتعامل مع القضايا التي تقع داخل الأسرة وعلى الطفل بسرية تامة، لتقديم الرعاية الصحية والنفسية والإرشاد الأسري، لضحايا العنف بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات المعنية بهذا الشأن، مشيراً إلى وجود دعائم لمنظومة الأمن الشامل في إعادة تعريف مفهوم الشرطة لتحقيق علاقة تشاركية وتفاعلية بين رجال الأمن العام والمواطن. وذكر أن التحديات الداخلية، والخارجية تتمثل في الإرهاب المسلح مثل عمليات التفجير، والاغتيال، والاختطاف لاحتمال صعوبة التنبؤ بحدوثه، والإرهاب الفكري مثل المؤتمرات، والمنشورات، والخطب السياسية، إضافة إلى المسيرات والمظاهرات تتمثل خطورتها في استغلال الأفراد عاطفياً لخدمة أهداف جماعية، والاضرابات العامة التي تعتبر من الخيارات المتاحة للضغط على الدولة من أجل تلبية مطالب التنظيمات، وإثارة النعرات والعصبيات، والتمرد والعصيان من خلال الخروج على الأنظمة والقوانين وإشهار السلاح بوجه السلطة. إلى ذلك، قال المدير العام لقوات الدرك اللواء ركن توفيق الطوالبة: «يجب وضع منهج لإدارة الأزمات في المعاهد والمؤسسات والجامعات للتعريف والتدريب والتوعية في حال حدوث أية أزمة، وتوحيد الجهود الإعلامية للتوعية، ومحاربة الإشاعة التي تصاحب الأزمات عادة، ووضع استراتيجية وخطط هجومية لمواجهة الإرهاب، وملاحقته في الداخل والخارج».