يعتصر الألم قلب والد الطفلة فاطمة، وهو يشاهد فلذة كبده على السرير الأبيض حبيسة الأجهزة الطبية في مستشفى الملك فهد بجازان مصابة بثقب في القلب. ويزداد ألم والدها وهو يعرف انها بحاجة إلى جراحة سريعة، وأن حياتها مرتبطة بالأجهزة الطبية ولا تستطيع التنقل إلا برعاية طبية. وبصوت مليء بالحزن، يقول والد فاطمة: «ان ابنته دخلت المستشفى وهي في شهرها الثاني بعد تحويلها من مستشفى صامطة العام إلى مستشفى الملك فهد بجازان بعدما أصبحت تعاني من ضيق في النفس وسعال شديد تسببا في توسيع ثقب في القلب، مما جعل الأطباء يفتحون لها ثقباً في الحنجرة للتنفس من خلاله بمساعدة الجهاز وما زالت على هذه الحال». ويضيف: «لا أعلم إلى متى يستمر عذاب فاطمة مع جهاز التنفس، فقلبي يتمزق مع كل زيارة فهي لا تعرف أمها بسبب وجودها في غرفة الملاحظة، وانا مجرد زائر، لا استطيع تقديم شيء لها»، مشيراً إلى أنه بعث برقيات وخاطب الجهات الصحية وأطلعهم على وضع ابنته الصحي ولم يأته الرد إلى الآن. ويتابع: «أم فاطمة لم تزرها من شهور فهي أيضاً مريضة وزيارتها لابنتها تزيد من معاناتها، وأنا انقل لها أخبار فاطمة ولا ارغب أن تتعلق بها الطفلة وكذلك الأم»، موضحاً أنه لا يستطيع على تكاليف الجراحة لو عمل ربع قرن ولا يستطيع إخراجها من المستشفى وهي بهذه الحالة. وتوضح أم «فاطمة» بصوت خافت وحزين: «أواجه صعوبة في زيارة ابنتي نظراً إلى بعد المسافة بين السكن والمستشفى إضافة إلى مرضي»، مضيفة أنها تترقب عودة زوجها كلما زار ابنتها وتكتفي بما ينقله لها زوجها عن حالة الطفلة، وأن الأطباء يفضلون بقاءها في المستشفى بين أيادي الممرضات اللواتي أصبحن هن أمهات فاطمة، أما أنا حتى لو كنت بجانبها فلن استطيع حملها أو تخليصها من الأجهزة التي تحيط بها من كل مكان. مؤكدة أن مرض طفلتهما سبب لهما ألماً نفسياً، خصوصاً أنهما يعيشان بعيداً عن العائلة، «إذ تخشى أن يخسرا طفلتهما في أية لحظة، بسبب عدم قدرتهما على تحمل نفقات علاجها». وناشد والداها فاعلي الخير مساعدتهما في تحمل أعباء علاج طفلتهما.