رفضت وزارة الدفاع العراقية تحويل جزء من قاعدة الإمام علي الجوية في ذي قار(390 كلم جنوب بغداد) إلى مطار مدني كونها القاعدة الوحيدة في الجنوب. وقال وزير الأمن الوطني المنتهية ولايته شروان الوائلي وهو من ذي قار وممثلها في البرلمان إن «وزارة الدفاع ترفض إنشاء مطار مدني في قاعدة الإمام علي العسكرية غرب الناصرية». وأضاف: «تباحثنا مع وزير الدفاع لكنه اعترض على إنشاء المطار مكان القاعدة لأنها في الأساس عسكرية وهي الوحيدة في جنوب البلاد». وزاد: «سعيت منذ أن كنت وزيراً للنقل لاقتطاع جزء من القاعدة وتحويله إلى مطار مدني وقد استحصلت على موافقة سلطة الطيران المدني بيد أن اعتراض وزارة الدفاع حال دون إكمال المشروع». ولفت إلى إن «الوزارة ترفض حتى الاستفادة من جزء من القاعدة لأن ذلك يتعارض مع العمل العسكري». وقال رئيس مجلس المحافظة قصي ألعبادي ل»الحياة» إن «المحافظة سبق أن طالبت بتحويل القاعدة إلى مطار مدني مستندة بذلك إلى آراء الخبراء والمختصين الذين أيدوا الفكرة». وأضاف إن «المختصين رفضوا إنشاء مطار عسكري قرب منطقة أثرية»، في إشارة إلى مدينة أور وزقورتها الشهيرة التي تقع على مسافة قريبة من القاعدة العسكرية ومطارها. وأوضح أن «المحافظة نجحت بالحصول على موافقة وزارة النقل بإنشاء المطار بيد أن وزير الدفاع رفض الفكرة وأكد أن المطار يمثل حالياً قاعدة استراتيجية لا يمكن تحويلها إلى مطار». وأوضح أستاذ الاقتصاد الدكتور علي صادق أن «إنشاء مطار مدني في ذي قار يمكن أن يؤثر في حركة المطارات الأخرى في جنوب العراق وتحديداً في البصرة». وأضاف أن «كثرة المطارات في أماكن متقاربة يضر بالحركة الملاحية الجوية في غالبيتها والأفضل الاعتماد على مطار واحد في جزء من البلاد يكون محطاً للطائرات». وأوضح ان «المسافة بين مطار البصرة والمطار المقترح أقل من مئتي كيلو متر وهذه المسافات لا تحتاج إلى أن يكون على طرفيها مطاران». يذكر أن قاعدة الإمام علي الجوية التي شغلتها القوات المتعددة الجنسية، أنشئت في بداية الثمانينات من القرن الماضي لتوفير الخدمات اللوجستية للطائرات الحربية التي كانت تشارك في الحرب العراقية - الإيرانية 1980-1988، إذ كان المطار يوفر الوقود وخدمات التصليح والتموين للطائرات المحاربة والقطعات العسكرية المشاركة في الحرب. وبعد الحرب الأخيرة على العراق عام 2003، استغلت القوات الأميركية وجود القاعدة لتجعل منها مقراً لقوات التحالف الدولي.